“أدرك عمر أبو ريشة قبل نصف قرن,أن الذئب لا يأتي إلاّ بتواطؤ من الراعي,و أنّ قَدَر الوطن العربي إيقاظ شهيّة الذئاب,الذين يتكاثرون عند أبوابه,ويتكالبون عليه كلما ازداد انقساماً.”
“لا تقُل أن الحياة تعب قبل أن تتيقّن من أن الموت راحة. و إلاّ خسرت صداقة الاثنين.”
“لا يظهر أنّ الاستشراق في دراسته للإسلام آيل الى الزال؛ ذلك أنّ الاسلام دين متحرك لا يقف عند زمان أو مكان, و من ثمّ فإنّه يجدّد كلما رانت على القلوب و الأرواح الغفلة.”
“خطأ ما وقع ،لا ندرى أين ،لا ندرى متى، محا الحب من قائمة المشاعر و كتبه فى قائمة الفضائح ،فصار هذ الحب منبوذاً قبل أن يُفهم ،مرفوضاً قبل أن يتكلم، و منفياً خارج حدود الوطن حتى قبل أن يفكر فى التمرد”
“قادته تجربته الطويلة مع الانتظار إلى المجهول دون أن يدري. استدرجته ديمومة الانتظار إلى دهليز أطلق عليه اسم الغيبوبة من باب الاستعارة. أدرك بهذهِ التجربة أن الشقوة ليست في أن نفشل، و لكن في أن ننتظر. أدرك أنّ القصاص ليس أن نيأس، و لكن أن ننتظر. أدرك أن البليّة ليس أن نهلك، و لكن أن ننتظر. و العلة ليست في الخيبة (خيبة الطلب)، و لكن لاستحالة أن يستمرئ الإنسان الانتظار أبدًا. بلى، بلى. الانتظار هو ما استعسر على الطبيعة الثانية المسماة في معجم الحكمة: العادة.في الآونة الأخيرة استعان على هذا الغول بالغيبوبة. لا ينكر أنه روَّض نفسه عليها طويلًا مستنجدًا بوصايا أمّه الكبرى، الصحراء؛ لأن الحياة في ذلك الوطن المفقود ليست سوى انتظار طويل، بل انتظار أبدي لا يضع لأبديته نهاية إلّا النهاية الطبيعية التي هي الموت.”
“و عندي أن الذين يرون فى "أبي بكر و عمر" مستبدين عادلين إنما يجانبون الصواب. أولاً: لان ابا بكر و عمر لم يكونا مستبدين لحظة من نهار. ثانياً: لانه ليس فى طول الدنيا و لا عرضها شئ اسمه "مستبد عادل". و لو التقت كل اضداد الحياة و متناقضاتها فسيظل الاستبداد و العدل ضدين لا يجتمعان، و نقيضين لا يلتقيان .. و إن أحدهما ليختفي فور ظهور الاخر ، لان ابسط مظاهر العدل و مطالبة أن يأخذ كل ذى حق حقة ، و اذا كان من حق الناس - و هذا مقرر بداهة - أن يشاركوا في اختيار حياتهم و تقرير مصائرهم ؛ فإن ذلك يقتضي فى اللحظة نفسها ، وللسبب نفسة - اختفاء الاستبداد. و لقد كان أبو بكر و عمر على بصيره من هذا ..”