“ولنا حزننا ..وابتساماتنا حين تخفي فقدنا ..يصل الحزن إلى مرحلة اللاتفسير،ويطفحُ منكَ كما يطفحُ الزيتُ عن حجرِ المعصرة.تُزيحُ ترابَ الحياة وتربة الماضيفتعثر فيها على هيكلٍ للطقوسِ القديمةِ |أو مقبرةْ.وكأَنكَ تعرف ما لا تعرفُ، والحزنُ هنا يفقدُ أَسبابهْ.وتحبُّ امرأةً لا تعرفها،أو تعرفُ أن لا وجه لها،تحزنُ في دفقاتٍ، والحزنُ هنا لا بيتَ ولابوّابةْوضوءُ المدينةِ في الليلِ،يشبه تعبير عيون دقيقْ.وشيئاً فشيئاً يُبيدُكَ شيءٌ لا يمدُّ يديهِ إليكْوشيئاً فشيئاً يضيعُ الطريقْبقربِ الضواحي التي قربَ المحيطْ.”
“لا تسمح لِما يحيط بجسدك أنْ يحيط بقلبك أيضاً .. اترك مساحةً تكفي ليتنفس الحلم .. حتى لا تندم حين تكتشف حقيقة ما حولك .. أو حين يخفت صوته شيئاً فشيئاً إلى أن يختفى”
“لا حرية هنا في عمل يُفسد خشب السفينة أو يمسه من قرب أو بعد، ما دامت ملجِّجة في بحرها، سائرة إلى غايتها، إذ كلمة ( الخرق) لا تحمل في السفينة معناها الأرضي، و هناك لفظة ( أصغر خرق) ليس لها إلا معنى واحد و هو ( أوسع قبر)...”
“على أن للمال العربي عمراً يطول أو يقصر كأعمار الناس.. والمخزون النفطي لا يمكن أن يبقىمتدفقاً إلى أبد الآبدين .. فهو نار تأكل بعضها شيئاً فشيئاً..لذلك لا بد من وضع مخطط سريع لتحويل المخزون النفطي.. في باطن الأرض.. إلى مخزونعقلي في رأس الإنسان .. بحيث حين تجفّ آخر قطرة نفط في أحشاء الأرض، يكون العقلالعربي قد أصبح في وضع حضاري وعلمي يسمح له أن يكون طاقة بديلة .. أو رديفة...”
“لقد قرأت ذات مرة يا صاحب السعادة أن قلب الجنين البشري يكمن خلال الأسابيع القليلة الأولى في رأسه.. في منتصف المخ.. و في مرحلة متأخرة يبدأ القلب في النزول شيئاً فشيئاً منفصلاً عن العقل، كم كان يكون رائعاً يا صحاب السعادة لو أن القلب و العقل ظلا شيئاً واحداً حتى لا يفعل القلب ما يحرمه العقل، أو يأمر العقل بعمل لا يرضى عنه القلب!”
“الأيام الفارغة لا حصر لها .. ومحاولة احصاءها تشبه محاولة احصاء النجوم مثلا .. ولكن الصعوبة هنا لا تكمن في كثرتها ..او في عدم قدرتنا على ركن ما قمنا بعده في جانب كخرز المسبحة ..أو حبات الحمص .. المشكلة تكمن في أنها تمضي دون أن تترك لنا ما تذكرنا بها .. فقط ..تنفرط .. وتضيع !ـ”