“يا صَديقتي ، إن طال إنتظارك كثيراً ، وتعبت عيناك من كثرة الدموع ، و قدماك من محطات الإنتظار . فاركني قلبك بعيداً وحكمي عقلك ، ليهمس لكِ أن آن وقت الرَحيل !”
“حين يرفض عقلك النوم .. وتستجديه عيناك.. في حين أن قلبك يبكي.. أنى لك أن تنام ؟”
“عيناك يا صديقتي العجوز، يا صديقتي المراهقة عيناك شحّاذان في ليل الزوايا الخانقة لا يضحك الرجاء فيهما ، و لا تنام الصاعقة لم يبق شيء عندنا ... إلّا الدموع الغارقة قولي : متى ستضحكين مرة ، و إن تكن منافقة ؟ !”
“أغرب الغرباء من صار غريباً فى وطنه , و أبعد البعداء من كان بعيداً من محل قربه .. لأن غاية المجهود أن يسلو عن الموجود , و يغمض عن المشهود , و يُقصَى عن المعهود .. يا هذا .. الغريب من إذا ذكر الحق هُجِرَ و إذا دعا إلى الحق زُجِرَ .. يا رحمتا للغريب ! طال سفره من غير قدوم , و طال بلاؤه من غير ذنب , و اشتد ضرره من غير تقصير , و عظم عناؤه من غير جدوى " .و لقد أطلنا الأخذ عن التوحيدى , ليتعزى الكاتب العربى المعاصر إذا هو أحس الغربة حين يذكر الحق فيُهجَر , أو يدعو إلى الحق فيُزجَر , و حين يعظم عناؤه بغير جدوى”
“إن ماتخشاه لن يكون بنفس القتامة التي يصورها لك عقلك , و أن الخوف الذي تتركه يسيطر على عقلك هو أخطر بكثير من الوضع القائم بالفعل”
“لا أملك العودة إلي الخلف ..أو التقدم إلي الأمامأسعي إلي حتفي .. أدري ذلك و أعيه .. و لكن أين المفر يا قلبي الهمام.. تجذبني إليه قيود من حديد ..أذوب من اللهيب ..... كلما حاولت العودة إلي الجليد ..بقوة عاتية مسحورة مشدودة إليه ...و أنا موقنة إن فيه موتي .. يتخاذل قلبي ألما و عشقا .. لهفا عليه ..ألا يا موت الحب رحماك ..لولا جبلا فوق كتفي ...لرضيت الموت إلي آبادك ..و لصار ضريحي قلبك و عيناك ..”