“اخذت منهجي في تدوين ما كتب في تاريخ العرب قبل الاسلام ، وفي تاريخ العرب في الاسلام، من رأيي الذي توصلت اليه، من خلال مراجعتي لما كتبه العلماء والسياح عن ايام جزيرة العرب قبل الاسلام عن نتائج بحوثهم واكتشافاتهم فيها، وما نقلوه، من صور نقشها اهل الجزيرة قبل ايام التاريخ، أي قبل الخمسة او الستة الاف سنة قبل الميلاد، وخلاصته ان قوماً خلدوا لهم وجودا قبل ان يعرف القلم، وتركوا لهم آثار سكن عند مواضع الماء وفي الكهوف، وكانت لهم صلات مع الاقوام المجاورة لهم، وكان لديهم قلم خاص بهم ، ظهر حين اكتشف الانسان الكتابة، ان قوماً هذا حالهم لايمكن ان يصدق ما رواه اهل الاخبار عنهم، وما يرويه بعض الناس حتى هذا اليوم عنهم، من أنهم كانوا جهلة وفي عزلة عن العالم، وانهم لم يظهروا في التاريخ الا بظهور الاسلام، ظانين ان القول بخلافه هو غض من شأن الاسلام فما معنى هذه الاهمية التي نقيمها للاسلام، ان كان عرب ما قبل الاسلام على معرفة وكتابة، واصحاب قلم ودول وحضارة! وهو كلام لايقبل به الاسلام نفسه، ولا يرضى به، وما كانت الجاهلية التي نسبها القرآن الكريم لعرب هي جاهلية عنجهية وسفاهة بدت ممن قابل الاسلام بالسخرية والازدراء بدلاً من مجادلته بالتي هي احسن.. وقد ادرك احد الاعراب، على اميته، هذه الملاحظة حين سأل احد المستعربين (المسشرقين) عما ينقشه فقال له المستعرب: هذه كتابات كتبها بدو قبلكم وقبل الاسلام بزمان طويل، وان هذه الاحدار التي تراها مكتوبة في البادية هي من كتاباتهم ، عندئذ قال البدوي: يظهر ان اجدادنا كانوا خيراً منا، يقرأون ويكتبون. من هذه القصة وأمثالها، توصلت الى ضرورة تدوين تاريخي بالرجوع الى كتابات العرب الاولين، لأنها وثائق والوثيقة هي المادة التي تلم بالتاريخ.”