“الدين ماهو ؟الدين ليس حرفه و لا يصلح ان يكون حرف.. و لا يوجد في الاسلام وظيفه اسمها رجل دين و مجموعه المناسك و الشعائر التي يؤديها المسلم يمكن ان تؤدي في روتينيه مكرره فاتره خاليه من الشعور فلا تكون من الدين في شئ و ليس عندنا زي اسمه زي اسلامي .. و الجلباب و السروال و الشمروخ و اللحيه و اعراف و عادات يشترك فيها المسلم والبوذي و المجوسي و الترزي و مطربو الديسكو و الهيبي لحاهم اطول و ان يكون اسمك محمداً او علياً او عثمان لا يكفي ان تكون مسلماً و ديانتك علي البطاقه هي الاخري مجرد كلمه و السبحه و التمتمه و الحمحمه و سمت الدراويش و تهليله المشايخ احيانا يباشرها الممثلون بأجاده اكثر من اصحابها و الرايات و اللافتات و المجامر و المباخر و الجماعات الدينيه احيانا يختفي ورائها التأمر و المكر السياسي و الفتن و الثورات التي لا تمت الي الدين بسببماهو الدين اذن ؟”
“و الدين لا يمكن غرسه بالإكراه و الفضائل لا تولد عنوة. ان الصيحة التي يمكن ان يطلقها الدعاة اليوم هي: أصلح نفسك. ليصلح كل واحد من نفسه و ليحاول ان يروض سلوكه و يحكم دولته الداخلية و يخضع أهواءه و شهواته فإذا نجح فليحاول ان يصلح أهله و جيرانه فإذا نجح فليكن صوت حق و قدوة و مثالا للمجموع. من كتاب نار تحت الرماد.”
“علي ان تحالف السلطه و الدين قد يكون اقوي آليات التحكم و بالتالي حصار الانسان و هدر ارادته و كيانه .المستبد يتحكم بسلوكيات الناس من خلال اجهزته و آليات الترويض التي يتبعها اضافه الي توأمه الملك و الدين ..الا انه لا سبيل له بأن يتحكم في النفوس وهو ما يقوم به رجال الدين انهم يسيطرون علي النفوس و الافئده و يمارسون في ذلك سلطه غير قابله للنقاش او التساؤل .. ناهيك عن المساءله . هذه السلطه تضع الامتثال لها فوق العقل ممارسه حالات من الاستبداد الورحي و المادي من خلال التحريم و التكفير ..يتحول رجال الدين هؤلاء الي ملوك الاخره في مقابل ملوك الدنيا و ليس هناك من منافس لملوك الدنيا في السيطره علي الناس سوي ملوك الاخره هؤلاء: ( الملك يحكم الابدان و يتصرف بالارواح من خلال رجال الدين. اما الامام فيحكم النفوس و من خلالها الابدان و هكذا يقع الناس في القيد المزدوج علي العقول و النفوس من خلال ثنائيه التجريم السلطوي و التحريم الديني .و يتنافس السلطان و الائمه علي الرعيه و التحكم بها و تسييرها و فرض المرجعيه عليها من خلال التجريم و التحريم بحيث لا يبقي منها مهرب . تهرب الرعيه من جور الملك كي تقع في اسر الائمه و في النهايه يتحالف السلطان مع الائمه علي التحكم بالرعيه سواء كان رجال الدين في خدمه الملك و من الداعين لترسيخ سلطته ام كانوا معارضين”
“ان خروجك في سلوكك علي المجتمع شئ لا تستطيعه , و لعلك احياناً لا تستطيع ارادته . و ان خروجك في فكرتك او في مذهبك او في اعتقادك علي سلوكك شئ يشقيك و يؤنبك و قد يهجوك و يحولوك الي متهم .”
“الناس يفهمون الدين علي انه مجموعه الاوامر و النواهي و لؤائح العقاب و حدود الحرام و الحلال و كلها من شئون الدنيا .. اما الدين فشئ اخر اعمق و اشمل و ابعد”
“طغت هذه الجهاله علي العالم الاسلامي و استبدت به استبداداً مبيناً و اجهزت علي كل الحريه الفكريه عنده و سرقت من العقل و ظيفته فاعتاد ان يأخذ الاشياء قضيه مسلمه و الا ينظر او يفكر او يبحث او يشك ... بل اعتاد ان يأخذها أخذ تسليم بدون فهم و بدون رغبه في الفهم و بدون ان يري ذلك مطلوبا فأصبح من اخلاقه التي تكاد تكون طبيعيه ان يصدق كل شئ و او يقبل كل شئ و الا يحاول فهم شئ و صار التصديق و تبلد الحاسه العقليه من الصفات المميزه له و المسيطره عليه .. فالبتصديق امن بكل الخرافات التي يلقنها بدون عناء حتي صار اعجوبه في استسلامه المخجل لكل هنه فكريه - و بتبلد الحاسه العقليه وقف دون الاشياء و دون النفوذ فيها و دون فهمها بل ودون الرغبه في فهمها حتي عد الشك في الاشياء و محاوله فهم الامور من خصال الكافرين و الملحدين و المارقين و اعتبر سرعه التصديق و سهولته و الوقوف امام الاشياء ببلاهه و بلاده كوقوف الاصنام امام عابديها .. من علامات القبول و الايمان”