“و لا حاجة كذلك لما رووه عن دلائل أمانته من قوله للفتاة: امشي خلفي و دليني على الطريق خوف أن يراها. أو أنه قال لها هذا بعد أن مشى خلفها فرفع الهواء ثوبها عن كعبها.. فهذا كله تكلف لا داعي له، و دفع لريبة لا وجود لها. و موسى - عليه السلام - عفيف النظر نظيف الحس، و هي كذلك، و العفة و الأمانة لا تحتاجان لكل هذا التكلف عند لقاء رجل و امرأة. فالعفة تنضح في التصرف العادي البسيط بلا تكلف و لا اصطناع!”

سيد قطب

Explore This Quote Further

Quote by سيد قطب: “و لا حاجة كذلك لما رووه عن دلائل أمانته من قوله … - Image 1

Similar quotes

“(ذلك الكتاب لا ريب.. هدى للمتقين)...الهدى حقيقته، و الهدى طبيعته، و الهدى كيانه، و الهدى ماهيته.. و لكن لمن؟ لمن يكون ذلك الكتاب هدى و نوراً و دليلاً ناصحاً مبيناً؟ .. للمتقين.. فالتقوى في القلب هي التي تؤهله للانتفاع بهذا الكتاب. هي التي تفتح مغاليق القلب له فيدخل و يؤدي دوره هناك. هي التي تهيئ لهذا القلب أن يلتقط و أن يتلقى و أن يستجيب.لا بد لمن يريد أن يجد الهدى في القرآن أن يجيء إليه بقلب سليم. بقلب خالص. ثم أن يجيء إليه بقلب يخشى و يتوقى، و يحذر أن يكون على ضلالة، أو أن تستهويه ضلالة.. و عندئذ يتفتح القرآن عن أسراره و أنواره، و يسكبها في هذا القلب الذي جاء إليه متقياً، خائفاً، حساساً، مهيأً للتقي.. ورد أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سأل أبي بن كعب عن التقوى فقال له: أما سلكت طريقاً ذا شوك؟ قال بلى! قال: فما عملت؟ قال: شمرت و اجتهدت. قال: فذلك التقوى..فذلك التقوى.. حساسية في الضمير، و شفافية في الشعور، و خشية مستمرة، و حذر دائم، و توقٍ لأشواك الطريق.. طريق الحياة.. الذي تتجاذبه أشواك الرغائب و الشهوات، و أشواك المطامع و المطامح، و أشواك المخاوف و الهواجس، و أشواك الرجاء الكاذب فيمن لا يملك إجابة رجاء، و الخوف الكاذب ممن لا يملك نفعاً و لا ضراً. و عشرات غيرها ن الأشواك!”


“و أيما داعية لا يحس مشاعر الذين يدعوهم و لا يحسون مشاعره، فإنه يقف على هامش حياتهم، لا يتجاوب معهم و لا يتجاوبون معه. و مهما سمعوا من قوله فلن يحركهم للعمل بما يقول. لما بينه و بينهم من قطيعة في الحس و الشعور.و أيما داعية لا يصدق فعله قوله. فإن كلماته تقف على أبواب الآذان لا تتعداها إلى القلوب. مهما تكن كلماته بارعة و عباراته بليغة. فالكلمة البسيطة التي يصاحبها الانفعال، و يؤيدها العمل. هي الكلمة المثمرة التي تحرك الآخرين إلى العمل.”


“و صاحب الدعوة لا يمكن أن يستمد السلطان إلا من الله. و لا يمكن أن يهاب إلا بسلطان الله. لا يمكن أن يستظل بحاكم أو ذي جاه فينصره و يمنعه ما لم يكن اتجاهه قبل ذلك إلى الله. و الدعوة قد تغزو قلوب ذوي السلطان و الجاه، فيصبحون لها جنداً و خدماً فيفلحون، و لكنها هي لا تفلح إن كانت من جند السلطان و خدمه، فهي من أمر الله، و هي أعلى من ذوي السلطان و الجاه. ”


“فما يخدع الطغاة شئ ما تخدعهم غفلة الجماهير، وذلتها، وطاعتها، وانقيادها، و ما الطاغية إلا فرد لا يملك فى الحقيقة قوة و لا سلطانا ، و إنما همى الجماهير الغافلة الغافلة الذلول، تمطى له ظهرها فيركب ، و تمد له أعناقها فيجر ، و تحنى له رؤوسها فيستعلى ، و تتنازل له عن حقها فى العزة و الكرامة فيطغى ، و الجماهير تفعل هذا مخدوعة من جهة ، و خائفة من جهة أخرى ، و هذا الخوف لا ينبعث إلا من الوهم ؛ فالطاغية - و هو فرد - لا يمكن أن يكون أقوى من الألوف و الملايين ، لو أنها شعرت بإنسانيتها و كرامتها و عزتها و حريتها”


“لقد لمست هذه المفاجأة الضخمة قلب سليمان - عليه السلام - و راعه أن يحقق الله له مطالبه على هذا النحو المعجز؛ واستشعر أن النعمة - على هذا النحو - ابتلاء ضخم مخيف ؛ يحتاج إلى يقظة منه ليجتازه، و يحتاج إلى عون من الله ليتقوى عليه؛ و يحتاج إلى معرفة النعمة و الشعور بفضل المنعم، ليعرف الله منه هذا الشعور فيتولاه. و الله غني عن شكر الشاكرين، و من شكر فإنما يشكر لنفسه، فينال من الله زيادة النعمة، و حسن المعونة على اجتياز الابتلاء. و من كفر فإن الله ((غني)) عن الشكر ((كريم)) يعطي عن كرم لا عن ارتقاب للشكر على العطاء.”


“و اللغو فارغ الحديث، الذي لا طائل تحته، و لا حاصل وراءه. و هو الهذر الذي يقتل الوقت دون أن يضيف إلى القلب أو العقل زاداً جديداً، و لا معرفة مفيدة. و هو البذيء من القول الذي يفسد الحس و اللسان، سواء: أوجه إلى مخاطب أم حكي عن غائب.”