“الله.. يارب المسافرين، كل بيت مهجور لم تتوقع مصيره أول لبنةٍ فيه، ولا توقعت قصصه الشقوق، ولا الزوايا. كان كل شيء ينمو فوق بعضه دون أي سؤال، دون أن تخمن الأبواب والشبابيك والممرات كل الأسرار والموتى، دون أن تحصي المارين الذين يتجاوزونها بلا أي اكتراث، هذه هي القصة الطويلة التي تذهب وترجع، هذه هي القصة المكرورة، التي تقول بصراحة كاملة بأن كل شيء على هذا الكوكب محكوم بالزمن!”
“تأمل هذه الصور جيدا، تلك الوجوه المستديرة الباسمة، إنهم يحاولون أن ينسوا كل ما مر بهم من عذابات وأوجاع، ويبتسمون، من دون مبرر يبتسمون، يحاولون أن يظهروا أنهم فعلوا كل شيء من دون عناء يذكر، بينما هم متورطون..”
“هذه البلاد بلادك و بلادي يا سعد مثلما هي بلادهم . هذه بلاد كل من يجرؤ على الدفاع عنها , أما الجبناء , فلا بلاد لهم , لأن جبنهم هو بلادهم الوحيدة التي باستطاعتهم أن يرحلوا إليها الآن , دون أسف عليهم !”
“أقسى ما قد يمر بي على الإطلاق هي تلك اللحظة التي يواجهني فيها كل شيء بأنني خاوية .. عاجزة عن الإحساس بشيء .. لا أنتمي إلى شيء ولا شيء ينتمي إليّ .. أفرح وأحزن على الحياد .. كامرأة تسكن بيت زجاجي يتوسط العاصفة .. ترى كل شيء ولا تستطيع الشعور بشيء !أحاول عبثًا ايلام نفسى بأى ذكرى أو حتى وخزة حنين قد تخدش ذلك الزجاج الذى يغلف قلبى دون جدوى .. فأبقى عاجزة حتى عن الألم.. خاوية من كل شعور إلا ذلك الجمود الذي يملأني, كما يملأ الصمت براح ما .. حتى يخنقه, لا يسكنني انتماء ولا حنين ولا شغف أعرفه ,, ولا حتى رجفة قد تصيبني من صقيع قديم .. والرجفة الوحيدة التي أعرفها طوال الوقت .. هي رجفة اغترابوهو طقس صار يعرفه قلبي .. بكل الفصول”
“الديموقراطية هي أن نتحدث في كل شيء. نناقش كل شيء، نفهم كل شيء، نعترض على ما لا نقتنع به. لا يوجد في الديموقراطية شيء اسمه "التابو"... موضوع فوق المناقشة.. موضوع ممنوع .. غير مباح ...”
“سار كل شيء دون أن يتوقف ولو لحظة. مضى دون أن يعرف أحد إلى أين يمضى وبقى جيل كامل يطالع كل شيء حوله فلم يعرف من أين أتى؟ وإلى أين هو ذاهب؟”