“متى تحولين وجهك نحو الشرق أيتها الحرية؟متى يمتزج نورك بنور هذا البدر الباهر فيدور معه حول الأرض ويضيء ظلمات كل شعب مظلوم ؟”
“المدينة العظمى هي التي يسير فيها الذئب والحمل والنمر والجدي معا.هي التي يرتاح فيها الناس من شرور المفترين على الله وأنبيائه ,الجالسين على عروش القداسة الكاذبة ...المدينة العظمى هي التي يسود فيها العلم والحرية والإخاء والوفاء ”
“الحرية الحقيقية تحتمل ابداء كل رأى ونشر كل مذهب وترويج كل فكر. فى البلاد الحرة قد يجاهر الانسان بأن لا وطن له. ويطعن على شرائع قومه وآدابهم وعاداتهم ويهزأ بالمبادئ التى تقوم عليها حياتهم العائلية والإجتماعية، يقول ويكتب ما شاء الله فى ذلك ولا يفكر أحد- ولو كان من الد خصومه فى الرأى- أن ينقص شيئا من احترامه لشخصه، متى كان قوله صادرا عن نية حسنة واعتقاد صحيح. كم من الزمن يمر على مصر قبل أن تبلغ هذه الدرجة من الحرية؟”
“إن السياسة علم أصعب من علوم الطب و الكيمياء و الطبيعة و الهندسة فهي تحتاج إلى دراسة التاريخ و الجغرافيا و الإجتماع كمقدمات لها ثم تحتاج إلى دراسة النظريات السياسية و إختلاف الاراء فيها و التطبيق عليها و متى طبقت بنجاح و متى طبقت بفشل و أسباب النجاح و أسباب الفشل”
“فالعلماني يريد أن يحتفظ لنفسه بحرية التصرف فيما يتعلق بمصالح الناس اليومية دون تدخل مستمر ممن يزعم بأنه ظل الله على الأرض, ولكنه في نفس الوقت يعترف بحق كل صاحب دين أن يمار دينه بمطلق الحرية أيضاً, بل ولا يمنع موقفه العلماني هذا من أن يكون هو نفسه متديناً ورعاً . بينما يلجأ أولئك الذين يقحمون الدين في كل صغيرة وكبيرة من شئون الحياة إلى وضع الدين في الصفوف الأمامية في كل معركة دنيوية يخضونها, ويختفون وراء الدين بأطماعهم الشخصية التى هي في معظم الأحيان أطماع مادية صرف, فلا يصيب الحجارة وتمزيق الثياب إلا الدين نفسه, ويبقون هم , هؤلاء المتظاهرين بالتدين و الورع , في مأمن يحتمون بإدعائهم أنهم لا يقولون قولهم هم بل قول الله”
“السلع الإستهلاكية الجديدةالتي يُفتن بها الناس في بلادنا ليست إلا "حصان طروادة" تظنه مجرد حصان فإذا به يحمل في جوفه جنودا معتدية.إن المجتمع الإستهلاكي عندما يأتي إلى بلد فقير لا يجلب معه فقط مستوى معيشة أعلى بكثير مما يستطيع غالبية الناس في هذا البلد الفقير أن يصلوا إليه، ولكنه يجلب معه أيضا ثقافة بأكملها، ونظرة جديدة إلى الحياة، لم يكن لدى أهل هذا البلد الفقير أدنى استعداد لاستقبالها”
“لأن الحياة لاتتوقف أبداً .. إنما تتجدد دائماً , كل شيء فيها يتغير ويتبدلالبشر يولدون ويموتون ..الأبنية تشيد وتنهار .. الزهور تتفتح وتتبدل الدول تقوم وتسقط .. كل شيء يتغير .. كل شيء يتبدل إلا معاني بعض الكلمات ..الحرية تبقى دائماً حرية الطغيان يبقى دائماً طغيان العدل يبقى دائماً عدلاًالظلم يبقى دائما ظلماً.ويجيء العادلون والطغاة ويذهبون , ويظهر أنصار الحرية وأعوان الإستبدادويختفون , وتشرق شمس الديمقراطية وتغيب , ويجثم ظلام حكم الفرد ثم يطل نهار حكم الأمة, ويعلق الأحرار في المشانق ويجلس الظالمون في مقاعد السلطان كل شيء يتغير , يولد ويموت , يكبر ثم يتضاءل .ولكن الشعب دائماً لايموت !”