“تشبه هذا الفقير الهندي الذي جاء إلى دير بوذي بحثاً عن إنارة روحه .. وقعد يروي للراهب عن ماضيه , وعذابه , وذكرياته , وعن حاجته للتنوير , ويروي , ويروي , ويروي ,والراهب يصغي ويصبّ الشاي في فنجان على الطاولة . طفح الفنجان , وسال الشاي على الخشب والأرض , والراهب يصبّ , والرجل يروي , ويروي , ويروي , إلى حد الملل , وأخيراً انتبه فقال للراهب : طفح الشاي من الفنجان , لماذا تواصل الصبّ فيه ؟ فردّ الراهب : ذهنك يشبه هذا الفنجان , مليء , أفرغه مما فيه , كي أصبّ لك شاياً جديداَ”
“هذا هو الذهن :فنجانك الذهبي .من طبيعة الذهن أن يكون فارغا , ومن طبيعة الفراغ أن يكون قابلا لأن تصب فيه أي رأي,أو نظرية ,أو مذهب , أو معرفة , أو شعور ,أو ذكريات .ميز بين الذهن و محتواه كما تميز بين الفنجان و الشاي الذي في الفنجان يا رجل !!”
“إنّه عارًا على التاريخ المصري أن يعرف المسلم الشرقي في مصر من تاريخ بونابرت ما لا يعرف من تاريخ عمرو بن العاص، ويحفظ من تاريخ الجمهورية الفرنسية ما لا يحفظ من تاريخ الرسالة المحمدية، ومن مبادئ ديكارت وأبحاث دارون ما لا يحفظ من حكم الغزالي وأبحاث ابن رشد، ويروي من الشعر لشكسبير وهوجو ما لا يروي للمتنبي والمعري”
“نُضيف حَبات السُكر لكوبٍ من الشاي ، فَيستَقبلها الشاي لحد معين ، لكن عِندما يَصل حد الإشباع تتَرسب هذه الحُبيبات في قعر الكوب . نحن كذلك في حياة الأشخاص مهما كانت درجة الحلاوة التي نُضفيها على حياتهم سيأتي ذلك اليوم الذي سَيشعرون فيه بالإكتفاء منا .”
“القصبة " الة بوح لا تكف عن النواح ، كطفل تاه عن امه ، ويروي قصته لكل من يستمع اليه فيبكيه ، لذا الناي صديق كل احل الفراق ، لانه فارق منبته ، واقتلع من تربته ، بعد انا كان يعيش بمحاذاة نهر ، عودا اخضرا على قصبة مورقة . ترك ليجف فاصبحت سحنته شاحبة ، وانتهى خشبا جامدا . عندها تم تعريضه للنار ليقسو قلبه ، واحدثو فيه ثقوبا ليعبر منها الهواء كي يتمكنو من النفخ فيه بمواجعهم . . واذ به يفوق عازفه انينا.”
“أنفٌ وحيدصينيةُ الشاي بفناجينِها الخزفيةِ الكثيرة بصَخبِها وكثيفِ بخارِها برنينِ الملاعقِ على الحوافِ بعد تقليبِ السُُّكرْ تختلفُ عن فنجانٍ صامتٍ وحيدْ يجلسُ في فتورٍ فوق حافةِ مكتبٍ عتيقْ ينتظرُ امرأةً واجمةْ. الأبخرةُ الكثيفةْ (التي تتقافزُ من الفناجين الكثيرة التي تختلفُ عن الفنجان الوحيد) تحملُ رائحةَ أوراقِ الشاي الهنديِّ التي: جمعتها أيادٍ وجفّفتها أيادٍ وعلبّتها وشحنتها أيادٍ، لكي تشربَها أيادٍ كثيرة. ترتفعُ صيحاتُها، الأبخرةُ، لتعلوَ على صَخَبِ أنوفٍ كثيرة تتحلّقُ حول صينيةٍ في منتصفِ قاعةِ معيشة صاخبة. بينما، مِن الفنجانِ الوحيد، يصعدُ خيطٌ نحيلٌ من البخارْ ساكتٌ واهنْ يتراقصُ في منحنياتٍ ضَجِرة ليبحث في صعوبةٍ عن أنفِ السيدةِ التي لا أحدَ يزورُها.”