“تشبه هذا الفقير الهندي الذي جاء إلى دير بوذي بحثاً عن إنارة روحه .. وقعد يروي للراهب عن ماضيه , وعذابه , وذكرياته , وعن حاجته للتنوير , ويروي , ويروي , ويروي ,والراهب يصغي ويصبّ الشاي في فنجان على الطاولة . طفح الفنجان , وسال الشاي على الخشب والأرض , والراهب يصبّ , والرجل يروي , ويروي , ويروي , إلى حد الملل , وأخيراً انتبه فقال للراهب : طفح الشاي من الفنجان , لماذا تواصل الصبّ فيه ؟ فردّ الراهب : ذهنك يشبه هذا الفنجان , مليء , أفرغه مما فيه , كي أصبّ لك شاياً جديداَ”
“هذا هو الذهن :فنجانك الذهبي .من طبيعة الذهن أن يكون فارغا , ومن طبيعة الفراغ أن يكون قابلا لأن تصب فيه أي رأي,أو نظرية ,أو مذهب , أو معرفة , أو شعور ,أو ذكريات .ميز بين الذهن و محتواه كما تميز بين الفنجان و الشاي الذي في الفنجان يا رجل !!”
“أما عن عالم "الهامش" الذي يحيا فيه فقال "الحواف متوترة","أية حواف؟""الحواف علي جانبي السياج الذي يفصل العاديين عن المشردين”
“تعودنا عليه إلى حد نسيان وجوده. هناك من يتعود على الأشياء إلى حد نسيان وجودها.”
“لأول مرة أخرجوني إلى باحة السجن فاتكأت تحت الشمس على الجدار. تعجبت لأن السماء زرقاء إلى هذا الحد، وبعيدة عني إلى هذا الحد أيضًا.”
“إن الجنين يسمع صوت الدورة الدموية في رحم أمه وكأنه هدير بحر، وبعد الولادة يغفو على أي صوت يشبه هذا الهدير الرحمي، أي الإيقاع الاول.”
“فأنا أرغب أيضًا أن أنزع الإبر من ظهر يدي، وأستفرغ كل ما في بطني، وفي ذهني، وأحمل كتبي، وجلدي، وثيابي، وأغادر إلى الدير الجواني، وإلى جنائن اللوز. ذهني يشبه هذه القاعة ويحتاج أمكنة واسعة، مقمرة، ومفتوحة على درب التبانات، على على المعمار الإلهي نفسي.”