“إن الموحدين نقلوا مبدأ الإله الواحد من السماء إلى الأرض، وترجموه إلى مبدأ آخر - مبدأ الحاكم الواحد. وبذلك تفوقوا في ابتكار الطغيان ووسائله.”
“ما بال العقل الذي يسخر من الأساطير، ومما تقوله عن حرب الآلهة فيما بينها، في السماء، يجعل من البشر أنفسهم آلهة على الأرض، يدمرونها، ويملأونها حربا باسم السماء؟.”
“- لا أحبك َ إلا لأني كرهتكَ يوماً , أيها الواحد المتعدد في جِسمه . آه ما أعمقَ الحبَ - كرهاً , آه ما أعمقَ الكُرهَ - حباً !”
“إن ما نسميهِ بالواقع الخارجيِّ، أو الماديِّ أو الطبيعي ليسَ إلَّا جانباً من الوجود، وإنه إلى ذلك الجانبُ الأكثر ضيقاً. فما نسميه الحياة أو الوجود أكثرُ اتساعاً. ولهذا فإن الشعراء الذين يقصرون اهتمامهم وتعبيرهم على الجانب الأول، لا يهتمون، أخيراً، إلا بما هو ماثلٌ لدى الجميع، ولا يعبرون إلا عما يعرفه الجميع. إن موقفهم ينتمي إلى نزعةٍ طبيعية لا ترى من الشجرةِ حركتها الداخلية في جذرها ونسغها ونمائها، وإنما ترى الغصن والورقَ والثمر. غيرَ أنَّ ما وراء الطبيعة ليست إلا جزءاً آخر من الطبيعة.”
“فمن الصحيح القول ليس لله, بالمعنى الديني التقليدي, أي حضور في التجربة السوريالية كما يؤكد أندريه بريتون نفسه بأن المقدس الذي يؤمن به ليس دينياً, أو هو خارج الدين. لكن ليس له كذلك, بالمعنى الديني التقليدي, أي حضور في التجربة الصوفية. أو لنقل: إن حضوره فيها ليس حضور انفصال وتجريد عن الوجود, كما هو الشأن في النظرة الدينية التقليدية, وإنما هو حضور اتصال بالوجود, حضور اتحاد ووحدة. الله, صوفياً, ليس الواحد- إلا لأنه الكثير. إنه من الوجود, "النقطة العليا" كما يعبر بريتون, النقطة التي يتوحد فيها مانسميه المادة وما نسميه الروح, وتزول التناقضات. فهو ليس الواحد الذي يخلق الوجود, من خارج ودون اتصال به, وإنما هو الوجود نفسه في حركيته ولا نهايته.”
“إننا اليوم نمارس الحداثة الغربية ، على مستوى "تحسين" الحياة اليومية ووسائله _ لكننا نرفضها على مستوى "تحسين" الفكر والعقل ، ووسائل هذا التحسين ، أي أننا نأخذ المنجزات ونرفض المباديء العقلية التي أدت إلى ابتكارها . إنه التلفيق الذي ينخر الإنسان العربي من الداخل .ولئن كان علامة على انهيار الفكر الفلسفي العربي في مرحلة التوفيق بين الدين والفلسفة ، أي بين الإسلاموية واليونانوية فإنه اليوم يبدو إيذانًا بانهيار الشخصية العربية ذاتها”
“يجب ألا نسعى إلى إجلال نموذج من السلطة بديل نموذج آخر ، ولكن عليناأن ننقض مبدأ السلطة ذاته، وننقضه أنّى كان.”