“إن الذي يجعل الإنسان يذهل عن التكاليف كطاعة أو كمعصية، سببها أنه لم ينقدح في ذهنه الجزاء، ولو أن الثواب على الطاعة أمام عينيه، وتيقن منه كأنه يراه، أو جعل الجزاء على المعصية متيقناً منه كأنه يراه، ما صنع معصية قط، ولا تحول عن طاعة قط.”
“تدريجياً بدأت أنتبه أنه يعبّر عن أشياء أريد أن أقولها , وإن لم أعِ إلا ساعة رؤية الرسوم أنني كنت أريد أن أقول ذلك . كأنه كان يسبقني في الكلام فيحدده قبل أن يتحدد على لساني أو حتى في رأسي . أو كأنه يعرفني أكثر مما أعرف نفسي”
“إن القط النائم علامة لا شك فيها على أنني آمن، ما لم أكن منحوساً وأظفر بقط أصم أو قط أبله أو قط مصاب بمرض النوم أو نقص الغدة الدرقية”
“ولو أن هذا المبدأ بكل عناصره ظل يقظاً في حياة الأمة الإسلامية لما أمكن أبداً أن يكونوا في خسر، فإذا رأيتهم في خسر فاعلم أن عقيدة ضعفت، أو أن عقيدة لم تترجم إلى عمل، أو أن العمل حينما تعرض لهوى النفس انصرف عن الحق، أو أنه حينما لم ينصرف عن الحق وجاءت له المصائب من خارجه لم يتواصى بالصبر فخارت عزائمهم أمام أعدائهم، وحين تخور عزائمهم أمام أعدائهم ولا يوجد التواصي بالصبر والاحتمال والإنسان الذي يتحمل المشتقات فلابد من أن ينهار المبدأ، وأن يتمكن عدوه منه.”
“النسيان أمر مراوغ ، يبدو للمرء أنه نسي، يظن أن رغبة ما، فكرة ما، واقعة ما سقطت منه، ضاعت؛ و الدليل غيابها الكامل عن وعيه، يتطلع إلى ذلك النهر فيرى عليه ألف شئ، مراكب كبيرة أو صغيرة، بشراً عديدين، قشة تطفو على السطح أو مخلّفات لا قيمة لها، ثم ينتبه ذات يوم أن ذلك الشئ يطفو فجأة كأنه كان محفوظاً هناك في القاع، مغموراً بالماء، مستتباً كشجيرة مرجان أو لؤلؤة مستقرة في محارة.”
“من قال هذا ؟ .. إن آخر ما يفكر فيه المحارب هو الموت .. المحارب الحقيقي يا عزيزي يذهب إلى المعركة وهو يفكر بالنصر ثم يفكر بعدها باللذة في الحصول على ذلك .. الموت يتناثر أمام المحارب ولا يراه .. هل تدري لماذا ؟ .. أنا أيضاً لا أدري .. المحارب يقتل غيره ويتقي القتل .. المحارب يسبب الموت لغيره ، ويتجنب الموت .. كأنه يقفز عن حواجز الموت .. كأنه يرقص بين أصابع الموت المخيفة .. فإذا نجا في كل خطوة زادت المتعة فاندمج في الرقص أكثر ”