“رنّ صوتي في صمت الغرفة الضيقة .. أخذته الأحجار المقوسة و حولته إلى صدى غريب ... صوت مهزوم لا ينتمي إليّ .. عاجز عن الحب و عن مواصلة الحياة..و ها هو ملجئي الأخير .. تلك الغرفة الشبيهة بالقبو .. أبحث فيها عن أي نوع من التواصل .. و حياتي شذرات متفرقة ... تخضع للمصادفات العمياء و الحوادث العارضة .. من حب إلى فراق .. و من قسوة إلى يأس ....لا شيء حقيقي يمكن امتلاكه”
“فمن يثور لا يكتئب , و من يكتئب فهو عاجز عن الثورة أو محروم منها.ابتلاع الغضب و الحنق بتحول إلى اكتئاب و حقد”
“و لم لا أنزل الآن في جوف النهر. أرقب من قلب الماء بطون ذلك البجع الأبيض الرجراجة و أصلى أن يحملني التيار بعيدا جدا. بعيدا عن البجع و عن البط و عن الاشجار و الجبال و عن البشر بعيدا إلى فجوة مدفونة وسط الصخور أندس فيها و أزوى ثم تغمرني الطحالب و النباتات و القواقع و الاسماك و تخفيني إلى الأبد؟لو أني فقط أتلاشى !”
“الموضوع نفسي محض، قاعدته الحب، و أستغفر الله،الحب الشريف الزوجي لا غيره..و الحب سر من أسرار الغيب المعجز، تنبني عليه دعامة الإنسانية من طرف و تنهدم من طرف أخر، و هو قوام العمران في الاجتماع العالمي،من زوجين، و أخوين، إلى رفيقين، إلى أمتين، إلى قارتين و عالمين ..حتى إلى السماء و الأرض”
“"الهرب هو نوع من ((الخروج)) أو الانطلاق إلى أى مكان آخر .. فساكن المدينه يهرب إلى الريف , و ساكن الريف يهرب الى المدينه , و الجميع يهربون إلى البحر ... و يهربون من الحاضر إلى الماضى و إلى المستقبل .. و من الأرض إلى الكواكب أخرى ... و من الواقع إلى الخيال ... و من قوانين العلم إلى تهاويل الفن .. و من العقل إلى الذوق .. و من كل شئ إلى السحر و السر و الدين .. إلى الأدب و الموسيقى و الفن و الفلسفه ..”
“و اللغو فارغ الحديث، الذي لا طائل تحته، و لا حاصل وراءه. و هو الهذر الذي يقتل الوقت دون أن يضيف إلى القلب أو العقل زاداً جديداً، و لا معرفة مفيدة. و هو البذيء من القول الذي يفسد الحس و اللسان، سواء: أوجه إلى مخاطب أم حكي عن غائب.”