“كان الناس الذين أمضوا يوماً هادئاً في عمان ينفجرون ضاحكين حين يسمعون إذاعة القاهرة تقول: "قتال بين الجنود في عمان والدم في الشوارع إلى الركب!”
“حين كان يضحك كان أعضاء مجلس الشيوخ الموقرون ينفجرون بالضحكوحين كان يبكي كان الأطفال يموتون في الشوارع”
“الشوارع تضيق، تضيق و تغدو أكفانـًا نلبسها حين يداهمنا الحزن، آه من الشوارع.. هل قلت أكفانا؟ إنها تتحول إلى أشياءٍ أخرى؛ تتحول في لحظة إلى لباس و في أحيان تغدو جنَّة و في أحيان أخرى دفتر ذكريات، إن الشوارع سجل لتاريخنا السري لا نقرؤه إلا حين نشعر أننا على وشك أن نغادرها.”
“الركب السائر إلى الله في صدق لايضل الطريق !”
“أخذوني إلى منازل سكنتها و طرق مشيتها، هـا أنت تستطيع أن تعود لتمشيها، ذلك مالم يستطعه "منيف " الراقد الآن في مقبرة في أطراف عمان. موتــه ليس هو الذي منعه من العودة.. بل منعه من العودة هو الذي أماته فيما بعــد”
“في الواحدة ليلاً أخبرني منيف بوفاة والدي في عمان , وأنا في بودابست . في الثانية ظهراً بعد سبع سبع سنوات أخبرني علاء من قطر بوفاة منيف وأنا مقيم في القاهرة . تفاصيل حياة كل من نحب وتقلب حظوظهم من هذه الدنيا كانت كلها تبدأ برنين الهاتف . رنة للفرح . رنة للحزن ورنة للشوق حتى المشاجرات واللوم والإعتذار بين الفلسطينين يفتتحها رنين الهاتف الذي لم نعشق رنيناً مثله أبداً ولم يرعبنا رنين مثله أبداً . قد تحميك الحراسة من الإرهاب وقد يحميك حظك أو ذكاؤك . ولكن الغريب لن تحمية أية قوة في العالم من إرهاب التليفون ”