“دع الدماغ يحلم نائماً أو متنبهاً ولكن متى انعدل الليل راجعاً إلى مآبه واستدار النصف المضئ من الكرةفلا تجعل حُلُمَ الرأس الذى هو أداةُ الخيال سبباً فى عذاب الحواس التى هى أدوات الواقعواقطع من نفسك أسباب المطمعة الخيالية تجد كل شئ قاراً فى موضعه لا ينحرف ولا يضطرب ولا يتململوتذهب احلام النوم فى النوم ، وتأتى حقائق اليقظة مع اليقظةوالتى كنا فى انتظارها فلا يُفاجئنا منها شئ”
“ونقل حقائق الدنيا نقلآ صحيحآ إلى الكتابة أو الشعر هو انتزاعها من الحياة فى اسلوب واظهارها للحياة فى اسلوب اخر يكون اوفى وادق واجمل لوضعه كل شئ فى خاص معناه وكشفه حقائق الدنيا تحت ظاهرها الملتبس وتلك هى الصناعة الفنية الكاملة”
“ما الذى روّعه ؟ أهو منظر العظام قى ذاتها، أم فكرة الموت الممثلة فيها، أم المصير الآدمى و قد رآه أمامه رأى العين ؟و لماذا لم يعد منظر الجثث و العظام يؤثر فى مثلى و فى مثل الطبيب ، و حتى فى مثل اللحاد أو الحراس هذا التأثير ؟ يخيل إلىَّ أن الجثث و العظام قد فقدت لدينا ما فيها من رموز. فهى لا تعدو فى نظرنا قطع من الأخشاب و عيدان الحطب و قوالب الطين و الآجر. إنها أشياء تتداولها أيدينا فى عملنا اليومى. لقد انفصل عنها ذلك الرمز الذى هو كل قوتها؟..ما مصير البشرية و ما قيمتها لو ذهب عنها الرمز ... "الرمز" هو فى ذاته كائن لا وجود له. هو لا شئ و هو مع ذلك كل شئ فى حياتنا الآدمية. هذا اللا شئ الذى نشيد عليه حياتنا هو كل ما نملك من سمو نختال به و نمتاز على غيرنا من المخلوقات.”
“والفصول كلها نقيضا على نقيضه وشيئا مختلفا على شئ مختلف لما كان فى السماء والارض جمال ولا منظر جمال ولا احساس بهما والطبيعة التى لا تفلح فى جعلك مسرورا بها لتكون هى جديدة عليك”
“وليس يصيبنا من التعليم سوى النفقات والعناء الشديدين، ولا أظن أن أحدا يمارى فى أن مجتمعنا لا يطلب منك شروطا على الإطلاق لكى تصبح أحد أثريائه فى شهور قليلة، أو أحد ملوكه ورؤسائه فى قفزة واحدة، وحينها يصبح من حقك أن تتحدى كل شئ وتحصل على كل شئ وتشترى بنقودك، بنفوذك، بقوتك ما تشاء وتهوى" (أولنا ولد) .”
“البداية والنهاية , انما تكونان فقط فى الخط المستقيم ولا خطوط مستقيمة الا فى اوهامنا , أو فى الوريقات التى نسطر فيها ما نتوهمه . اما فى الحياة و فى الكون كله , فكل شئ دائرى يعود الى ما منه بدأ , ويتداخل مع ما به اتصل فليس ثمة بداية ولا نهاية على الحقيقة , وما ثم الا التوالى الذى لا ينقطع , فلا ينقطع فى الكون الاتصال , ولا ينفصم التداخل . .......الامر الواحد يتوالى اتصاله فتتسع دائرته لتتداخل مع الامر الاخر وتتفرع عنهما دائرة جديدة تتداخل بدورها مع بقية الدوائر وتمتلئ الحياة بان تكتمل دائرتها فتفرغ عند انتهائنا بالموت , لنعود الى ما منه ابتدئنا .......”