“مرتضى گزار: يقال أن الروايات تولد من الشكوك والكوابيس وسوء الفهم، هذه الرواية تخطيط قديم مثل كل ماكتبت، لايعادل زمن كتابتها زمن تناسل أصواتها، دعني أخبرك هذه القصة: في سنة ١٩٩٥ كان سوء الوضع الإقتصادي ينهش أقوات الأُسر العراقية حتى ميسورة الحال منها، وكما تعرف فقد كان على الجميع أن يعمل وكان على الجميع ان يصمت، أتذكر نفسي في قيعان الفاو الخاوية، الأرض المثقبة والنخيل التي جعلتها الحرب الإيرانية العراقية أعواد ثقاب منتصبة بعد اشتعال طويل، كان مئات الكسبة يطوفون في أرض المعركة الحرام بحثًاً عن الشظايا النحاسية بغية بيعها، لازلت اتذكر تلك الرحلة اليومية الطويلة وهيام طفل فوق جلدة تراب تشبه سطح القمر! أعود عند الغروب لبيع لقياتي الخطرة من مخلفات الحرب، لكني عدت ذات يوم مع أصبع متهدل أصبح عديم الفائدة فيما بعد، واحدة من صور تلك الأيام كانت مضمرة في ذاكرتي، عائلة من السود فوق ربوة يحصون أغلفة الصواريخ والشظايا التي حصدوها، ثم سمعت بعد فترة بأن ابن العائلة الكبير قد انتحر؛ لقد رافقتني هذه المشاهد طويلاً، وخلافًا لأصبع الطفل في المدرسة المتوسطة الذي أحمله وأتحسس توقفه عن النمو يومياً، كانت ملامح تلك العائلة تنمو..حتى كتبت "مكنسة الجنة"، لم يفكر أحدهم بالانتحار داخل الرواية ورافقتهم سيدة أرمنية تدعى تيغانوش، حتى قصص صحراء الفاو التي كانت غابة غنّاء تزحزحت ثم اندثرت كأنها ساهمت فقط في قدح شرارة الحكاية: وحالت دون ارتكاب جناية ببلوغرافية عراقية مكررة، ومثل هذا حدث أيضاً مع ”السيد أصغر أكبر“.”

مرتضى كزار

مرتضى كزار - “مرتضى گزار: يقال أن الروايات تولد من...” 1

Similar quotes

“ تلك وكثير غيرها، قصص من هذه السيرة الذاتية تقتضي الأناة في السرد، والوقفات الطوال مع متعات وتباريح ونشوات هيأتني لغربة طويلة وانقلاب كبير في أساليب الحياة في انكلترا الخضراء، الضاجة يومئذ بقنابل الحرب، وصيحات الطلاب الكثيري الحركة والشرب والجدل، والطالبات البراقات العيون العريضات الشفاه، وصراخ الكتب التي رحت اشتريها بالعشرات، ذلك الصراخ الذي عايشته يوماً بعد يوم، بل ساعة بعد ساعة، مع صراخ داخلي كان يشتدُ بي آناً حتى البكاء والجنون وآناً حتى الصمت والذهول . ”

جبرا إبراهيم جبرا
Read more

“كان السقوط لذيذا .. يشبه الشيكولاتة التي أهداها لي والتي لازلت أشعر بطعمها في فمي حين أفتقده كثيرا ..وكنت في تلك اللحظة أفتقده أكثر من أي وقت مضى ..حتى سمعت صوته فصرت كمن يرتدي مظلة ويقفز من طائرة فوق السحاب ..يسقط في الهواء بنشوة التحليق كأنه قطرة مطر ..وحين يلامس الأرض لن يفكر في أكثر من أنه هذه اللحظة يلامس الأرض ،وكل الانتشاء والسعادة التي أحسها لن تعدو عن كونها ماضِ تلاشى سريعا كالحلم ..كالدخان ـ”

دعاء شعبان
Read more

“رابعة تلك الملاحظات أن الإيرانيين لم يكونوا على استيعاب كاف لتطورات الوضع العربي ، التي هي في مجملها أقرب إلى السلب منه إلى الإيجاب ، ذلك أنه حتى قرب نهاية الستينات كانت للجماهير العربية قيادة متمثلة في جمال عبد الناصر . و كانت قيم النضال ضد الاستعمار و الثورة لاستخلاص الحقوق مما تبناه الشارع العربي و وقف وراءه . كان للجماهير العربية حضور ، فضلا عن أنه كانت ثمة قيادة تعبر عن ضمير تلك الجماهير و طموحتها . ابتداء من السبعينات تغيرت تلك الصورة ، غاب الرمز و غاب دور الشارع . و ظهرت خريطة من القيم السلبية الجديدة في الواقع العربي ، تتبنى الإنحياز إلى المعسكر الغبي من ناحية ، و ترفع شعارات الإقليمية و التجزئة من ناحية أخرى . و بدأت في العالم العربي مرحلة "الأنظمة" التي تعاظم دورها على حساب دور الشارع و الجماهير . هذه الظروف في مجموعها كان لها تأثيرها الضروري على القيادة الفلسطنينة . كان لابد لتلك القيادة أن تتعامل مع الواقع العربي بمتغيراته السلبية ، إذ لم تكن في موقف يسمح لها لا بتحدي هذا الواقع و لا بتغييره . و هذا ما لم تدركه القيادة الإيرانية ، و حاسبت الفلسطينيين من منطلق خاطيء تماما ، منفصل عن تلك المتغيرات في الواقع العربي .”

فهمي هويدي
Read more

“اكتشفت الإصابة بالفيروس وأنا مازلت في العاشرة من عمري . كنت قد قرأت كثيراً إلى الحد الذي كانت الكتابة فيه رد فعل طبيعي .. في هذا الوقت كانت طموحاتي بلهاء ؛ كنت أرغب في كتابة رواية رومانسية طويلة تشبه رواية " مدام بوفاري " التي كنت قرأتها في هذه السن .. وكان مصير محاولاتي تلك معروفا .. القمامة بالطبع ! .. ظهرت ملامح شخصيتي ككاتب في سن السادسة عشرة بعد اكتشافي لتشيكوف ، فكتبت القصص القصيرة ، ومازلت أكتبها حتى الآن ”

أحمد خالد توفيق
Read more

“لطالما أحببت الأشياء التي تتم، فقط، في داخلي. يريحني أن أنسج الوقائع في خيالي، وأحيا تفاصيلها حيناً من الدهر، ثم أنهيها وقتما أشاء. تلك كانت طريقتي التي تعصمني من ارتكاب الخطايا، فأظل آمناً.”

يوسف زيدان
Read more