“مصيبة أن يستنتج ديمقراطيون عرب من التجربة العراقية ضرورة اتباع النظام التوافقي لأن هذه التجربة أثبتت قي رأيهم أن ولاء العربي هو أولا للجماعة العضوية المباشرة ولأنه في أي انتخابات ديمقراطية سوف يقرر أن يصوت بموجب الانتماء وجماعة الهوية هذا طبعا لا يؤسس لنظام سياسي حزبي نسبي كما أنه يحول الأكثرية إلى أكثرية طائفية أو مذهبية أو عشائرية أو إلى تحالف جماعات يحرم جماعات أخرى إلى الأبد من المشاركة في الحكم فيحولها في الواقع أو في تصورها للواقع أو في كليهما إلى أقليات مضطهدة”
“إن المرجع في الحكم على نظام ما يجب أن يكون هو قواعده وأصوله ، فأما حين تُخالف هذه القواعد والأصول بسبب الجهل أو الانحطاط ، أو أي عوامل أخرى ، فالذي يجب أن يقوله المخلصون للحق في هذه الحالة : أن أصول هذا الحكم ليست مرعية.”
“أن تكون عروبياً يعني أن تعرف نفسك كعربي في فضاء الانتماءات السياسية. ليست القومية العربية إيديولوجية شاملة، بل انتماء ثقافي يدعي العروبي أنه أصلح من الطائفة، ومن العشيرة، لتنظيم المجتمع الحديث في كيان سياسي. ويثبت الواقع الحالي البائس في الدول العربية أنه أنه أكثر توحيداً للشعب في أية دولة عربية من الانتماء القطري، وهو بالتالي أضمن لوحدته من اختراع هوية وطنية على أسس طائفية أو عشائرية.”
“الفائض الرئيسي في السجن هو الوقت، هذا الفائض يتيح للسجين أن يغوص في شيئين، الماضي .. والمستقبلن وقد يكون السبب في ذلك هو محاولات السجن الحثيثة للهرب من الحاضر ونسيانه تمامًا. والغوص في هذين الشيئين قد يحوّلان الانسان إمّا إلى حكيم هادئ، أو إلى شخص نرجسي عاشق لذاته ومنكفئ لا يتعاطى مع الآخرين إلا في الحدود الدنيا، أو إلى مجنون”
“ما الذي يمنعني من أن أكون طبيبا أو أديبا؟ أظن أن السبب لا يعود إلى حرماننا أو تيهاننا أو عدم الاستقرار في حياتنا، بل يعود إلى النزعة الخطابية السائدة التي عمت كل مكان - عبارات مثل : فجر الغد، بناء عالم جديد، حاملو مشعل الإنسانية .. فعندما تسمع هذا الهراء للمرة الأولى لا تتمالك من التفكير " يا له من خيال واسع، يا له من غنى! " بينما هو في الواقع يمثل هذه الفخامة لأنه عديم الخيال ومن سقط المتاع”
“الفلسفة الماديّة في هذا العصر أضعف من أن تهاجم العقيدة في معقل أو في مقتل ، وأنها قد تراجعت من الهجوم المتلاحق إلى الدفاع الذي لا يعززه دليل مقبول”