“كل حرية غير منظمة ستقود إلى خوف سيكولوجي من الحرية ذاتها ، وستقود إلى انهيار السكينة المعاشية وسط المجتمع ، وسيضيع الفرد تبعا لضياع البيئة الاجتماعية بشرطها في الأمن والسلامة لأفراد الخلية”
“كل ما ترجمت البشرية واقع حياتها في القصص وحكايات وأمثال وأشعار فإنها بهذا تحول وقائع حياتها إلى منظومة مفاهيمية مصطلحية حيث تقوم الحكايات بدور المخزن الذهني الذي يرسم سيرة كل ما يأتي من بعده”
“الدين والأخلاق والإقتصاد والطموح الإنساني كلها اسهمت في تقدم البشرية وتحسين ظروفها , غير أن الغرائز الأولى تظل لتقول لنا إن الحياة من غير عدو ستفقد شرطها الحامي ولأمانها الداخلي وهو ماظللنا نرثه من ماضينا القبائلي والتصارع لذا هو قانون الحياة , وفي هذا المعنى ليس لنا إلا أن نعزز من دور القانون الحامي للحقوق إضافة إلى البحث عن غايات تحقق للإنسان مبتغاه في التنافس والتحصيل , وهذه مسألة ليست سهلة ولن تحل بمجرد الوعظ الأخلاقي”
“إن الخوف السيكيولوجي إذا أصاب ثقافة فإنه يجعلها تتصرف باندفاع مماثل لقوة الخوف نحو التحصن، ونحن نلاحظ أن كل الفتاوى التي تحرص على التحصن وتتخذ كل السبل إليه إنما تشير بأول ما تشير إلى فكرة المؤامرة وفتح الثغرات، وهذه من الناحية الفقهية ستصبح قرائن ظرفية تعزز الفكرة وتقوي قناعة القائل الذي سيندب نفسه لحماية الأمة.”
“كلما بلغت الأمة مبلغا رمزيا عاليا حسب تصورها لهذا العلو بادرت إلى تحصين رمزيتها بالقوانين وشروط الهجرة والتجنس وضبط كل حالات التداخل والتمازج , حرصا على نقائها الثقافي والمادي.”
“الثقاقة حولت ماهو معاشي وضروري وقسري الى معنى ثقافي تمنحه رفعة ومجداً وتؤسس عليه سلطة كلية , وكذلك الحال في القصص التى تحدث واقعيا ثم تتحول إلى معنى ثقافي وتكتسب رمزية مفترضة تعطي تفضيلاً لم يكن في الأصل , ومع نشوء القوة والهيمنة في مرحلة من المراحل يجري إكساب الذات المنتصرة قيماً إضافية تلازم سمات القوة والمجد”
“يتحكم في البشر سلطان النسق الثقافي، و يدير رؤيتهم الظرفية و الذهنية، و لن يتغير النسق و إن غيّرَ صيغهُ و ألاعيبه، و هو و إن دفعناً أولاً إلى استنكار الوسيلة و ما هو غريب علينا و أدى بنا إلى تحريمها فإنهُ تحت الضاغط الظرفي سيساعدنا على التسليم و لكننا سنجد أنفسنا أننا و إن قبلنا الوسيلة الحديثة و لم نعُد نحرمها إلا أننا سنستخدمها بأسلوب لا يُحررنا من نسقيتنا ...”