“الواقع أن البشر لن يصلوا إلى الأهداف الإجتماعية التي ينشدونها. فهم سيظلون دائبين في حركتهم نحو تلك الأهداف. و سر الحياة الإجتماعية كامن في هذه الحركة الدائبة. فلو أن البشر وصلوا إلى ما ينشدون لوقفت الحياة بهم و لفنيت الحضارة”
“لو أن الواعظين كرّسوا خطبهم الرنانة على توالي العصور في مكافحة الطغاة و إظهار عيوبهم لصار البشر على غير ماهم عليه الآن”
“إن الدين يحتوي على ظاهر و باطن. أما باطنه فيتمثل بالمباديء الإجتماعية التي دعا إليها النبي أول أمره.”
“يتضح أن الإسلام ثورة اجتماعية، يقاتل فيها المظلومون عن حقهم في الحياة. وهم أيضا إنما يقاتلون المترفين لكي يحققوا نظام العدالة و المساواة بين الناس و ينشروا بينهم أمر الله. هذه هو الحق الذي فهمه علي بن أبي طالب وجاهد في سبيله. فالأمر ليس جهادا في سبيل الفتح و الغلبة كما ظنَّ معاوية ومن لف لفَّه من وعاظ السلاطين ، والإمام علي إذن لا يعتم بمصلحة الدولة بقدر اهتمامه بمصلحة الشعوب التي تحكمها تلك الدولة”
“قد يحسب الناظر الساذج أن النظريه المشهوره قد نشأت في ذهن مبدعها نتيجة تفكيره المجرد. و لكننا لو درسنا نفسية ذلك المبدع خلال الأطوار التي مر قبل أن تنتج نظريته, لوجدناها و كأنها ميدان صاخب تتجمع فيه العوامل المتنوعه و تتفاعل. و هي في حاجه إذن إلى حافز صغير, أو سبب مباشر لتنطلق في سبيل الإبداع انطلاقاً مفاجئاً”
“لقد بعث محمد (ص) في العالم تدافعا اجتماعيا حرك الاذهان و أنمى الحضارة. و كان المجتمع الإسلامي في أول أمره كالمرجل يغلي فتنبعث منه الأفكار الجديدة و الحركة الدافقة. و لكن السلاطين أخمدوا أنفاسه و خدروا عقول الناس بالمواعظ الرنانة التي من شأنها تبرير عمل الحاكم و وضع اللوم على المحكوم.”
“الغلو في العقيدة يصاحب النزعة الثورية غالبا. ذلك لأن الأفكار الرصينة و العقائد المعتدلة باردة بطبيعتها فهي لا تدفع الناس إلى الحركة و لا تشجعهم على المجازفة و ركوب الخطر في سبيل مبدأ من المبادئ.”