“يا لها من مفارقة مزهلة .. لصوص يهاجمون السرقة .. و حمقى يطاردون الجهل .. و عصاة يدعون الى مملكة الجنة”
“يا ويل بلادنا من ربيع الدين و خريف الضمير”
“يقول أبي: إن الدنيا سجن المؤمن. عمو بندر من أهل الجنة. و لكن هذا الكلام لا يدخل مخ محمد الميكانيكي أصلاً.- من كثرة ما سمعنا من وعود ، طلع حتى بذر وعْدنا. كلما ازداد بؤسنا ؛ زاد تحويلهم إيانا على الحياة الأخرى.يبارك الحاج الشيخ علي بيتنا ، و يبارك شغل أبي و مكسبه فليس في مقدورنا الآن أن ندعوه و ندعو صهره و أولاده و أخوته و أولاد أخوته. كان وقت عيد لنا فكنا نأكل حقاً.- يا حاج شيخ علي ، الشك بين الرابعة و الخامسة ، علام يحتسبوه ؟نفرش لهم غرفة أبي ، و نقترض من كل الجيران وسائد فتصير غرفة أبي نورانية ، و أقبل يد الحاج الشيخ علي - مثل إلية خروف ، مثل يد بلّور خانم ناعمة و بيضاء. يتكلم الحاج الشيخ علي عن ثواب ختم الصلوات ثم عن الخُمس و بعده عن سهم الإمام"*".محمد الميكانيكي مستقرّه نار جهنم.- أفهذا عمل - أن أتحمل المشقة و أعطيه لحفنة من منتفخي البطون ؟إلى أن يهيئ خواج توفيق ملء وافور آخر يتكلم من أنفه.- منذ القديم و الأزل كان العلماء بركة الأرض ، و على كل من أراد ملاحاتهم يتورط.يغص محمد الميكانيكي بالضحك.ينهض أمان آقا ، و يطبخ خواج توفيق الأفيون على الطاس ثم ينفخ في الوافور.في بعض الأوقات يُفسد كلام محمد الميكانيكي هذا و ضحكاته ذوق الإنسان على نحو سيء.ــــــــــــــــــــــــــــــــــ"*" من الضرائب الواجبة عند الشيعة الإمامية ، يفضل إعطاؤها إلى رجل دين سيد (من نسل علي بن أبي طالب) ؛ لأنها من حقه باعتباره وريثاً للنبي ، يتصرف بها كما يشاء. و قد جرت العادة أن ينفق نصفها على المبرات العامة ، و نصفها الثاني يوزع على الساد الآخرين.”
“كلما ذهبت إلى مكان ما مع أبي و أمي كانت أمي تمشي وراءنا و لم يحدث قط أن مشت كتفاً إلى كتف معنا.- لماذا تتخلفين وراءنا إلى هذا الحد يا أماه؟- ينبغي على المرأة دائماً أن تمشي وراء الرجل يا ابني.- و لكن يا أمي ، كأنني سمعت أن النساء يجب أن يتقدمن.تنظر أمي في عينيّ:- لا يا أماه ، نحن نختلف كثيراً عن أولئك.- ألح لكي أفهم ما الأمر.- ما الفرق بيننا يا أماه ؟تريح أمي نفسها:- حرام.و لكنني لا أكف بهذه السهولة.- حرام ؟نفد صبر أمي.- ليس حراماً .. ولكن. حسناً .. هذه رسومنا و عاداتنا.لا أفهم شيئاً من كلام أمي - يعني أنه لا ينطبق و عقلي.”
“مـا الذى يجعلنا نجاهد بمعاييرنا الإســلامية أمام من لا يستوعبها؟طول ما احنا كدول اسلامية تحت يعنى اقل بكتير من دول اوروبا و امريكا يبقى لن نتمكن من فرض معيار خاص بنا للأدب و الفن و المسرح وخلافه , سيضعون هم المعيار فنبدوا نحن الكائن الشائه او الخرافى الذى يظهر للإنسانية بمعيار متخلف ورجعى , و لكن اذا كنا نحن الأوائل فى الحرب و العلم و القوة و بناء البشر وكانوا هم أقل منا بكثير فساعتها سيكون اى شئ من جهتنا رائع بل ومقدس أحيانا حتى لو نطقنا تفاهات الكلام سيـتمرغون فيها و يقولون انصتوا إلى الأوائل.”
“إن المرء لتأخذه الدهشة من هذه المفارقة المذهلة.. لماذا يزداد التدين وتنحط الأخلاق؟ لماذا يتزاحم الدعاة في الفضائيات والميكروباصات، وفي المنابر والمنازل.. وفي شواطئ مارينا ومترو الأنفاق، دون أثر لذلك في سلوك البشر أو في حياة الناس؟”
“إننا نكتب الجزء الناقص فى حياتنا أو الجزء الذى نتمناه , أو الحلقة الضائعة , و ربما يؤلم الإنــسان موقف فيبكى بقلمه على الصفحات عذوبة و إنسانية , حقا إن كـل من أمتعونا بكتاباتهم , كانوا يقتطعون جزءا عزيزا غاليا من أنفسهم , فيطلعونا عليه بغير أجر و لا أنتظار مقابل , هذه هــى الكتابات الإنسانية الصادقة , شتان ما بينها و بين الكتابات التجارية المحترفة و لكلٍ جـــــــــــمهوره و طـــــــلابه.”