“ويحك!! إنما يكون الجهاد بين الأمثال، و لذلك مُنٍع من قتل النساء و الصبيان، فأي قدر للدنيا حتى يحتاج قلبك إلى محاربة لها؟! أما علمت أن شهواتها جيفٌ ملقاة؟! أفيحسن ببازي الملك أن يطير عن كفه إلى ميتة؟!”
“يبدو أن قلبي كان يحتاج إلى وصيٍّ ما ، يدبر شؤونه ، و يأخذ بيديه ، حتى يفهم أن لنبضته ثمنًا ، و لاختلاجته حقًّا ، و لألمه معنى ..”
“فالصلاة، كانت و لا تزال حتى بالنسبة إلى كثير من المصلين و المتمسكين بها، مجرد "فرض"؛ علينا أن نؤديه لأننا مأمورون بذلك، و هي دليل على طاعتنا له عز و جل، كما لو أنه جل و علا سيأمرنا بشيء لمجرد أن يرى امتثالنا له - دون أن يكون لذلك الأمر معنى، سبحانه و تعالى عن ذلك علواً كبيراً، هو العليم الحكيم..”
“و ما وصل إليه الانسان من العلم و ما ترتب على ذلك من قدرة و اختراع , إنما جاء على قدر طلبه لحقيقة و اندفاعه نحو الحق و حب الغير , و هذا يتفرع من حب الجمال , فالحق و الخير جميلان , و لذلك من أحب الجمال , أحبهما جميعًا , و وودت 'لو استطعت أن أصور للقاريء فيض ذلك الجمال الذي يدركه طالب الحقيقة العلمية , و ذلك التناسق البديع بين أجزاء الكون , فيصف السير جيمس جينز الكون بأنه " فكرة جميلة " و من الخطأ الفاحش أن يصور العالم على أنه شيء مادي , يعني بالأجسام و الأبعاد و تحديد الأشعة , و أن يقال أن العلماء يتوقفون عند الظواهر و المشاهدات في العالم , فالعلماء يكون بحثهم عن " الحقيقة " , يسمون بعقولهم إلى المنتهى , و هم يكشفون أسرار الكون لتمتزج نفوسهم بالحق و الجمال ”
“لقد لمست هذه المفاجأة الضخمة قلب سليمان - عليه السلام - و راعه أن يحقق الله له مطالبه على هذا النحو المعجز؛ واستشعر أن النعمة - على هذا النحو - ابتلاء ضخم مخيف ؛ يحتاج إلى يقظة منه ليجتازه، و يحتاج إلى عون من الله ليتقوى عليه؛ و يحتاج إلى معرفة النعمة و الشعور بفضل المنعم، ليعرف الله منه هذا الشعور فيتولاه. و الله غني عن شكر الشاكرين، و من شكر فإنما يشكر لنفسه، فينال من الله زيادة النعمة، و حسن المعونة على اجتياز الابتلاء. و من كفر فإن الله ((غني)) عن الشكر ((كريم)) يعطي عن كرم لا عن ارتقاب للشكر على العطاء.”
“هل من سبيل إلى حل عقدة تستوجب القطع , وكلما لمستها علمت أن خيوطها من نياط قلبك ؟”