“إنّ من الناس من يختارهم الله؛ فيكونون قمح هذه الإنسانيّة: ينبتون ويحصدون، يعجنون ويخبزون، ليكونوا غذاء الإنسانيّة في بعض فضائلها”
“وأنظر إلى أمّي... ماكينة... بقرة... إنّها تلد وتلقي أولادها على الأرض... وترضعهم وتطلقهم دجاجًا... كلابًا في الشّارع... مسكينة إنسانة لا إنسانيّة فيها... إنّ الإنسانيّة عندنا نوع من التّرف... ما هي الإنسانيّة؟ هي ألّا يكون الإنسان كلبًا؛ ولكنّنا كلاب... ألّا يكون الإنسان ذبابًا... ولكنّنا ذباب.”
“فأما انتصار الإيمان والحق في النهاية فأمر تكفل به وعد الله . وما يشك مؤمن في وعد الله . فإن أبطأ فلحكمة مقدرة , فيها الخير للإيمان وأهله . وليس أحد بأغير على الحق وأهله من الله . وحسب المؤمنين الذين تصيبهم الفتنة , ويقع عليهم البلاء , أن يكونوا هم المختارين من الله , ليكونوا أمناء على حق الله . وأن يشهد الله لهم بأن في دينهم صلابة فهو يختارهم للابتلاء: جاء في الصحيح:" أشد الناس بلاء الأنبياء , ثم الصالحون , ثم الأمثل فالأمثل , يبتلى الرجل على حسب دينه , فإن كان في دينه صلابة زيد له في البلاء ”
“لو أنَّا نموت معاً . لو أن الناس كالزرع ينبتون معاً ويحصدون معاً فلا يحزن أحد على أحد ولا يبكي أحد على من يحب . لو يحصد زرع البشر الذي ينبت معاً كله في وقت واحد ، ثم يأتي نبت جديد يخضر ويكبر ، لا يذكر شيئاً عما سبقه ولا يفكر فيما سيجيء.”
“يكمُن الكمال البشري في إدراكنا للنقص كمكوِّن أساسي في التركيبة الإنسانيّة، وتعويض هذا النقص بالحضور الوجداني الدائم للمعيّة الإلهيّة؛ تحقيقاً للتعايش مع هذا النقص البنيوي. وقد كان إدراك بعض السلف لهذه الحقيقة جليّاً في قول مُعاوية بن أبي سفيان: لا تُدرَك نعمة إلا بفوات نعم. إن الإنسان ناقص لا يكتمل بذاته، ولا بُدّ من انضواؤه تحت كمال الموجود بذاته حتى يتحقق التعايُش.”
“بعض الناس يلحدون لأنهم يخشون من القيود التي يفرضها الإعتراف بوجود الله على حريتهم”