“في هذه المجموعة - نادماً خرج القط - يلعب أحمد صبري على السلم الموسيقي من أوله إلى آخره .. هناك خواطر منتحر في (وداعًا) وهناك مصير الرجل المتحضر في مجتمع غوغائي بطبعه.. ذلك الرجل الذي سوف ينتظر إلى الأبد في قصة (متحضر).. هناك اللعبة العبثية السيزيفية في (مسرح كبير)، وهناك الرعب الميتافيزيقي الذي أثار رجفتي أنا نفسي في (نادمًا خرج القط)، وهناك الجو الأسطوري الملحمي في (زنوبيا)، وهناك القصة القصيرة المدرسية محكمة التكوين مثل (أبيع الملابس). بل إن هناك قصة بدأتها أنا على سبيل المسابقة هي (يوم خاص) وتركتها مفتوحة على سبيل التحدي الصعب الذي لا أعرف أنا نفسي كيف استكمله، لكنه استكملها لتكون قصة جيدة جدًا. عامة سوف نجد أن الحياة تثير حيرة أحمد ورعبه.. أبطاله غرباء متفردون يعانون وحدة قاتلة وسط مجتمع لا يمكن فهمه ولغز كوني مفجع.”
“لكني مع أحمد صبري وجدت نفسي أنهي قراءة المجموعة القصصية بسرعة البرق ثم أعيد قراءتها مرتين. إخراج القصص وعناوينها احترافي للغاية حتى أنه بوسعك أن تنسى كاتبها وتشعر بأنك تقرأ مجموعة قصصية لأديب راسخ من الستينات. كل قصة تحوي مغامرة تجريبية ما حتى تشعر بأنه ينهي القصة وقد خارت قواه تمامًا. من السهل والممتع على المرء أن يكون قاسيًا وأن يتصيد الأخطاء على غرار (لماذا نادمًا خرج القط ، وليس خرج القط نادمًا ؟.. إن هذا تحذلق .. الخ).. لكن من الصعب أن تتجرد وأن تنظر لهذه المجموعة كما هي فعلاً: مجموعة من القصص الممتعة المهمومة بالبشر ولا يكف صاحبها عن التجريب.”
“أنا المستبعد، الخارج على القانون،الملعون الذي لا يستسلم !أنا البطل الذي يموت في الصفحة الأولي !أنا القط الأعور الذي لا تريد أي عجوز أن تداعبه !أنا الحيوان الخائف من رهاب الماءالذي يعض اليد الممدودة بالرحمة !أنا سوء الفهم الذي يؤدي إلي الشجار !!أنا الشيطان الذي هرب محبرة لوثر !أنا شريط الفيلم الذي ينقطع في ذروة الحدث !أنا الهدف الذي أدخل في مرماي في الثانية الأخيرة !أنا الطفل الذي ينخر ردا علي تعنيف الأمأنا خوف العشب الذي على وشك أن يجزوهلست أدري ما إذا كان البحر يصنع الأمواجأو يتحملها !لست أدري ما إذا كنت أنا المفكرأم فكرة عارضة !!!”
“الرجل العجوز الذي لا يستطيع توديع الحياة يبدو هزيلا ومعتلا في مثل الهزال والاعتلال الذي يبدو على الشاب الذي لا يستطيع أن يعانق الحياة”
“أمضي على ورقتي و أنا على ثقة بأن الكتب الحقيقية هي بنات الصمت. فالإنسان الذي يكتب أو يؤلف موسيقى ليس ذلك الغارق في مجتمع ثرثار.”
“هي كيمياء غامضة لا أعرف تفسيرها .. يقول صلاح جاهين: "لو بصيت لرجليك تقع".. التفكير في طريقة خلق قصة هي الطريقة المثلى لنضوب الأفكار .. فقط هناك لحظة في اليوم يحدث شيء فأقول لنفسي: ممتاز !!.. لقد رزقنا الله هذه المرة !.. وأعود للبيت لأدون الفكرة الأساسية على الكمبيوتر .. طبعًا قد تكون الفكرة معتمدة بالكامل على حقيقة علمية أو تاريخية .. عندها يكون التحدي هو: ما دورك أنت ؟.. يمكنك أن تتكلم عن القنبلة الذرية لكن كيف تنجو من أن تتحول قصتك إلى كتاب تاريخ ؟.. أحيانًا أنجح وأحيانًا أفشل .. وأنا أعرف الفشل في وقته .. أعتقد أن أهم مزية عندي هي قدرتي على رؤية نفسي من الخارج ”