“أن تكون عروبيا لم يعن، ولا يعني حاليا بالضرورة أن تكون ديمقراطيا. بيد أن التجربة التاريخية أثبتت أن نظام الحزب الواحد مسنودا بتعدد الاجهزة الأمنية وانتشارها في جسد المجتمع لم يحقق وحدة، بل شوه حتى بنية الدولة القطرية التي بنيت في مرحلة المد القومي. من يدعو الى الوحدة العربية لا بد ان يستند إلى إرادة الغالبية الساحقة من الأمة، وأن خير تعبير عن إرادة الأمة وأقصر طريق لحق تقرير مصيرها هو الديمقراطية، وشرطها حقوق المواطن والحريات المدنية.”
“أن تكون عروبيا لا يعني ان تجعل الانتماء للقومية أساس المواطنة، بل يعني أن العروبة أساس حق تقرير المصير وبناء الدولة. والعضوية في الدولة ـ الأمة تعني المواطنة المتساوية إن كان المواطن عربيا أم غير عربي.”
“الشريعة أكبر شأنًا من أن يكون مصيرها وتطبيقها وتعطيلها بيد حفنة من الحكام والولاة ، أو أن تبقى تحت رحمتهم وتقلبات أمزجتهم ، بل الأمة أو المجتمع المسلم هو الأصل ، وهو المكلّف بتطبيق الشريعة من خلال نشاطاته وعلاقاته ومؤسساته المدنية والأهلية وتفاعلاته الإنسانية في محيطه المكاني والزماني ، وما الدولة والحكومة سوى إحدى تلك المؤسسات المنبثقة من سيادة الأمة المستقلة والمعبرة عن إرادتها الحرة ..”
“أمة الإسلام الواحدة تجمعها روابط الإسلام والجهاد مادامت تشترك معا في شئون الدفاع عن أوطانها التي يجعلها الإسلام وطناً واحداً. ومعنى ذلك أن أمة الإسلام الجامعة، أمة الأحرار، لم يكن من الضروري قط أن تخضع لنظام سياسي واحد أو لسلطان مركزي واحد.. بل يمكن أن تربط وحداتها بعضها إلى بعض رابطة رمزية هي التي سماها أبو بكر "خلافة".. وهي مصطلح بعيد كل البعد عن معنى الملك أو السلطان أو الدولة أو الإمبراطورية. وذلك هو لباب الفلسفة السياسية لأمة الإسلام.إنها ليست إمبراطورية ولا كسروية ولا قيصرية تخضع الناس لسلطان واحد بالقهر والقوة، بل هي رابطة الإيمان التي لا تمس كرامة شعب من شعوبها أو وطن من أوطانها. فكما أن كل فرد في هذه الأمة حر مادام ملتزماً بالإيمان بعقيدة الأمة مرتبط معها بروابط الجهاد والدفاع عن الدين وحماية وطن الأمة العام الواحد، فكذلك كل وحدة من وحداتها كان من الممكن أن تظل قائمة بذاتها وشخصيتها ومقوماتها داخل رباط وحدة الإيمان الواحد والهدف الواحد.”
“أن يكون الإنسان عروبياً لا يعني بالضرورة أن يؤمن بالعدالة الاجتماعية. ولكن التجربة التاريخية تثبت أن توسيع الهوة بين الغني والفقير يفتت الأمة، وأنه لا تبنى أمة يتلقى ابناؤها التعليم بمستويات مختلفة وبرامج تدريس مختلفة ولغات مختلفة، أو يتلقى مرضاها العلاج طبقا لوضعهم الطبقي.. لا بد إذا من جمع الفكرة القومية مع الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.. وطبعا يفضل أن يكون هذا الجمع قيميا أصلا.”
“كنت ولا أزال من المؤمنين بحرية الإرادة المحكومة بقدر الله وكنت ولا أزال أرى أن على المرأ أن يخطط لمستقبله بكل ما يملك من قوة وأن يعرف في الوقت نفسه أن إرادة الله لا تخطيطه هي التي سترسم مسار هذا المستقبل”