“إن الإنسان غلبان. كل آماله وأفراحه يمشي عليها الزمن، ثم يمشي عليه. ويمشي على ترابه، ويذروه هباءً في الجهات الأربع. ثم لا شيء. لا كلمة عزاء ولا كلمة شفقة.”
“كل شيء يهون كما تهون المسافات.. الزمن يمشي على كل شيء.ـ”
“نحن لا نشبع أبدأنحن نأكل الجوع ونشرب الظمأ ولا فائدةنحن جوعانون أبدا , نحن كالغرابيل المخروقة.لا شيء يبقى في داخلنا , بطوننا مخروقة , نفوسنا مخروقة مفتوحة على الخواء , على العدم.صدورنا خواء , كل هذا خواء , عدم , كيف تملأ الخواء؟الذهب لا يملأ الخواءلا شيء يملأ "اللا شيء"لا شيء سوى كلمة الحقلا أحد في هذه الدنيا يعرف شيئالا أحد في الدنيا يملك شيئاكلنا فقراء نخرج منها عرايا”
“إن فرويد وماركس محطتان على السلم .. على الطريق ..سوف نمر بهما ولكننا لن نتوقف عندهما.. ولا يوجد مذهب نتوقف عنده ..إن كل المذاهب محطات على الطريق .. نصعد عليها . ثم ندوسها لنصعد من جديد إلى أعلى”
“ما أجمل أن يهبنا الله الزمن الذي لا يدوم فيه شئ. كل شئ يمضي ثم يصبح ذكري.”
“إننا نشعر بالسعاده لأننا لا نتفرج على أنفسنا ونحن سعداء ولا نحلل طبائعنا في أثناء لحظة السرور .. وإنما نعيش هذه اللحظو ونندمج فيها .. ونكون نحن واللحظة شيئا واحداً، أما رجل العلم فيستأجر لوج ويتفرج فيه على نفسه ويحللها ويقطعها نصفين .. ثم يقطع النصف نصفين ثم يعصر عليه لمونة.. ويراقب التفاعل ، ويسجل النتائج في ورقة .”
“* في لحظة الحب ينفتح شئ فينا ليس الجسد بل ما هو أكثر بوابة الواقع كلها تنفتح على مصراعيها فتتلامس الحقائق والمعاني الجميلة والمشاعر التي يحتوي عليها الحبيبان. ويحدث الانسجام من هذا التماس بين الأفكار والمعاني والأحاسيس الرقيقة..ويخيل للأثنين في لحظة أنهما واحد. ويسقط آخر قناع من أقنعة الواقع ..فتذوب الأنانية التي تفصلهما ويصبحان مصلحة واحدة وفكرة واحدة.. ولكنها لحظة خاطفة لأن الواقع الصفيق ينسدل من جديد بين الحبيبيين فيعود الهم يعزلهما الواحد عن الآخر .. هم الزمن والساعة التي آزفت والميعاد الذي انتهى والوقت الذي حتم على كل منهما أن يعود إلى عمله وهم المكان الذي يعزلهما كل واحد في بلد وهم الجسد الذي يحوي كل منهما في كيان مستقل من اللحم والدم وهم المجتمع الذي يحتوي على الآثنين ويطالبهما بالتزامات وواجبات وهم الماضي الذي يدخل كشريك ثقيل الظل في كل لحظة.. إننا لا نعيش وحدنا بل هناك الآخرون وكلهم ينازعون حريتنا ولقمتنا وحياتنا. وفي هذا الزحام نضيع ويطمس الواقع أحلامنا ويأخذنا معه في دوامة من التكرار السخيف من الآكل والشرب والنوم لا نفيق منها إلا لنغيب فيها من جديد وتمضي حياتنا في روتين ممل لا نلتقي فيه بأنفسنا أبدًا ولا نذوق الحب ولا نعرفه.إن الشهوة شئ غير الحب إنها أقل من الحب بكثير فهي رغبة النوع وليست رغبة الفرد إنها علاقة بين طبيعتين وليس علاقة بين شخصين علاقة بين الذكورة والأنوثة..والفرد لا يكشف فيها عن نفسه ولكنه يكشف نوعه وذكورته والحب لا يحتوي على الشهوة ولكن الشهوة لا تحتوي عليه..بالحب لا تكشف فقط إنك ذكلا ولكنك تكشف أيضًا أنك فلان وأنك اخترت فلانه بالذات ولا يمكن أن تستبدلها بآخرى. إن كلمة أحبك هي أعمق وأجمل كلمة في حياة الرجل لأنها ليس مجرد كلمة وإنما هي نافذة يطل منها على حقيقته وسره.والحب الذي أعمق من كل حب لا يفجره في القلب إلا التصوف والشعور الديني. لأن الدين هو الذي يعيد الإنسان إلى النبع الذي صدر منه ويأخذا بالإنسان الساقط في الزمان والمكان ليرفعه إلى سماوات الأبدية ولا يرفعه إلى هذه السماوات إلا الحب الذي يفنى العابد عن نفسه وعن الدنيا شوقا إلى خالقه.”