“قد وضع السلي علي رأس الرسول صلي الله عليه وسلم ، ودميت قدماه ، وشج وجهه ، وحوصر في الشِعب حتي أكل ورق الشجر ، وطرد من مكه ، وكسرت ثنيته ، ورُمي بعرض زوجته الشريف ، وقتل سبعون من أصحابه ، وفقد ابنه واكثر بناته في حياته ، وربط الحجر علي بطنه من الجوع ، واتهم بأنه شاعر ساحر كاهن مجنون كاذب ، وقد قتل من قبل زكريا ، وذبح يحيي ، وهُجر موسي ، ووضع الخليل في النار ، وضرج عمر بدمه ، واغتيل عثمان ، وطعن علي ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلو من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا ) – قرآن كريم”
“طرد الرسول صلي الله عليه وسلم من مكه فأقام في المدينة دولة ملأت سمع التاريخ وبصره”
“لا يسوغ لقويٍ ولا لضعيف أن يتجسس علي عقيدة أحد، وليس يجب علي مسلم أن يأخذ عقيدته أو يتلقي أصول ما يعمل به من أحدٍ إلا عن كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم. لكل مسلم أن يفهم عن الله من كتاب الله، وعن رسوله من كلام رسوله، دون توسيط أحد من سلف ولا خلف، وإنما يجب عليه قبل ذلك أن يحصل من وسائله ما يؤهله للفهم. فليس في الإسلام ما يسمى عند قومٍ بالسلطة الدينية بوجه من الوجوه.”
“ما الذي صنع محمد علي؟ لم يستطع أن يحيي، ولكن استطاع أن يميت. كان معظم قوة الجيش معه، وكان صاحب حيلة بمقتضي الفطرة.. فأخذ يستعين بالجيش، وبمن يستميله من الأحزاب، علي إعدام كل رأس من خصومه، ثم يعود بقوة الجيش وبحزب آخر علي من كان معه أولاً، وأعانه علي الخصم الزائل، فيمحقه.. وهكذا، حتي إذا سحقت الأحزاب القوية، وجه عنايته إلي رؤساء البيوت الرفيعة، فلم يدع منها رأسًا يستتر فيه ضمير (أنا) واتخذ من المحافظة علي الأمن سبيلاً لجمع السلاح من الأهلين، وتكرر ذلك منه مرارًا حتي فسد بأس الأهالي، وزالت ملكة الشجاعة منهم، وأجهز علي ما بقي في البلاد من حياة في أنفس بعض أفرادها، فلم يبق في البلاد رأس يعرف نفسه حتي خلعه من بدنه أو نفاه مع بقية بلده إلي السودان فهلك فيه.أخذ يرفع الأسافل ويعليهم في البلاد والقري، كأنه كان يحن لشبه فيه ورثة عن أصله الكريم حتي انحط الكرام وساد اللئام، ولم يبق في البلاد إلا آلات له يستعملها في جباية الأموال وجمع العساكر بأية طريقة، وعلي أي وجه.. فمحق بذلك جميع عناصر الحياة الطيبة من رأي وعزيمة واستقلال نفسي ليصير البلاد المصرية جميعها إقطاعًا واحدًا له ولأولاده، علي أثر إقطاعات كثيرة كانت لأمراء عدة.”
“قتلهم الإرهابيون و أختلف في تسميتهم الفقهاء , أهم قتلي ؟ أم ضحايا ؟ أم شهداء ؟ وكيف يفوزون بشرف الشهادة وهم لم يموتوا علي يد النصاري .. بل علي يد من يعتبرون أنفسهم يد الله , و بيده يقتلون من شاؤوا من عباده .”
“ويأتي يوم أحد لتتفاقم الماساة ويشتد الخطب، وتعظم المصيبة، ويقتل القرشيون سبعين من خيرة الصحابة، ويمثل القرشيون بأجساد الشهداء -وفي مقدمتهم حمزة رضي الله عنه- في مخالفة واضحة لأعراف وقيم الجزيرة العربية، ويتقطع الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- ألماً وهو يرى أجساد أصحابه ممزقة على أرض أحد، ويتربصون به -صلى الله عليه وسلم - شخصياً، ويجرحونه في كل موضع من جسده حتى لا يقوى على القيام في صلاة الظهر فيصلى جالساً، وتتفجر الدماء من وجهه -صلوات الله وسلامه عليه-، وتُبذل المحاولات المضنية لوقف النزيف، ويُحَاصَرُ الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- وبعض أصحابه في الجبل..إنها لحظة من أشد لحظات حياته -صل الله عليه وسلم - شدة وقسوة..!!في هذا الجو من الألم والحزن والضيق، يمسح -صلوات الله وسلامه عليه- الدم عن وجهه ويقول :" رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون" إنه يعاملهم معاملة الأب الحنون الذي يرى اينه عاقاً ومنحرفاً ومؤذياً له وللمجتمع، فيرفع يده للسماء ليدعو له، لا ليدعو عليه.”