“وإذا كانت سعادةُ العبد في الدارين معلقةً بهدي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيجِب على كلَ من نصح نفسه، وأحب نجاتها وسعادتها، أن يعرف من هديهوسيرته وشأنه مَا يَخْرُجُ به عن الجاهلين به، ويدخل به في عِداد أتباعه وشِيعته وحِزبه، والناس في هذا بين مستقِل، ومستكثِر، ومحروم، والفضلُ بيد الله يُؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم”
“ولما كان جهاد أعداء الله في الخارج فرعا من جهاد العبد نفسه في ذات الله، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هجر ما نهى الله ورسوله عنه" : كان جهاد النفس مقدما على جهاد العدو في الخارج، وأصلا له، فإنه ما لم يجاهد نفسه أولا لتفعل ما أمرت به، وتترك ما نُهيت عنه، ويحاربها الله: لم يمكنه جهاد عدوه في الخارج، فكيف يمكنه جهاد عدوه والانتصاف منه، وعدوه الذي بين جنبيه قاهر له، متسلط عليه، لم يجاهده، ولم يحاربه في الله؟ بل لايمكنه الخروج إلى عدوه، حتى يجاهد نفسه على الخروج.”
“يا أيها الأغنياء المترفون، اذكروا أن في الاأرض من إخوانكم، من أبناء أبيكم آددم، وأمكم حواء، من لا يجد في هذا البرد الذي يجمد النفوس دثاراً من الصوف يتدثر به، وغرفة محكمة يأوي إليها، وناراً موقودة يتدفأ بها، ومن لا يعرف من أين يأتي بالمال الذي يشتري به الخبز يسد به جوعه، والدواء يدفع به مرضه ...”
“و من الواجب على المسلم أن يقتصد في مطالب نفسه حتى لا تستنفد ماله كله, فان عليه أن يشرك غيره فيما اتاه الله من فضله, و أن يجعل في ثروته متسعا يسعف به المنكوبين و يريح المتعبين”
“مافائدة عقلي الذي وهبني الله اياه لافكر اذا وضعته بين كفي رجل الدين ليتلاعب به كيفما يشاء؟اين حقي في التفكيرالحق الذي انقذ ابراهيم من الشرك”
“ ولقد آتينك سبعا من المثاني والقرءان العظيم" في مقابل كل ما أوتي الآخرون من قوة ومظاهر مادية، آتاك الله سورة الفاتحة والقرآن العظيم فتمسك بما آتاك الله واعتز به”