“وذات يوم انطفأت فيهن جذوة الكفاح .. وانطفأت كل رغباتهن في لقاء الأحبة وانطفأ حنينهن إلى سراج عتيق عشعش في ذاكرتهن..وشعرن بالخيانة.. خانوهنّ.. تركوهنّ.. فجروهنّ كأصابع الديناميت..لكنهن التقطتن أنفاسهنّ وشطاياهنّ.. وحملن فشلهنّ دون أن يصرحن..ورفعن رؤوسهنّ عالياّ دون أن يتخلين عن كرامتهنّ بعد أن عادت إليهنّ مبادئهنّ..ثم رحلن دون تصريح بمواقع الفشل.. وبالسدود التي اقيمت في وجوههنّ..من خوف مزعوم.. أو صيد سعيد آخر..قويات كالصنوبر.. ومهزومات في أجوافهن العميقة حتى البلاء.. هكذا كان الهجر.. والترحيل ..”
“هل أستطيع أن أنطلق فعلياً كما تصور لي رغباتي.. أم أنني لا أغدو إلا أن أكون كناراً صغيراً كان يرفرف في ساحة الموت.. ثم أنقذ ليوضع في قفص الحياة ...”
“وكثير من البشر يختبئون دون أن يكتشفهم أحد..ويكونون أسرى مخابئهم.. مجتمعهم.. مخاوفهم.. فضائحهم..”
“لماذا تصبح الأحلام قاسية إلى هذا الحد؟ ألا يحق لنا أن نحلم حلماً صافياً لا شائبه فيه !لأتعلم أن لا أحلم! فأي حلم من الأحلام معناه السقوط.. بعد الحلم.. في هوة الحقيقة..”
“ولتعلم ..أن كونك.. كائناً من كنت ، متمدناً وحضارياَ فإن عليك أن تتخلى وتتنازل عن الكثير من الصفات الأصلية لديك.. لتدخل كشعرة في ضفيرة الأمن والأمان التي تهديك إياها حضارتك ومدنيتك ..ومثلما المدنية رائعة فإن ثمنها باهظ جداً..”
“في اعتقادي أن معادلة الصداقة الذكرية الأنثوية تتطلب عنصرين هما السالب والموجب اللذان يولدان شرارة البهجة أو شرارة الحب أو شرارة العشق أما شرارة الصداقة الحقيقية فهي تتولد من تشابة تام .. فالبداية، تبدو لي أشد حمقاً من النهاية في حالات ادعاء الصداقات.. فالصداقة الذكرية الأنثوية، برأي، تخفي دوماً إعجاباً خبيثاً ومستحيلاً، من طرف واحد باتجاه الآخر، أو من طرفين لا يمكنهما أن يلتقيا ..”
“فالدنيا درجات .. والناس درجات .. وكل متحرك له درجات .. أما الثابت فهو على درجة واحدة ..فهل الكبرياء ..شيء ثابت أم متحول ؟؟الكبرياء .. إنها شيء نسبي لاشك في ذلك.. عادة متوارثة عند بعض الشعوب.. ومعدومة عند شعوب أخرى ..لكن الكبرياء، عند الاحتكاك بالعالم الأسود، علام الجوع والفقر والجهل والذلة تتحول.. تتجوف.. أو تتضخم ..فإما أن تصبح ثورة، وإما أن تصبح إذلالاً.. والثورة إما تنجح أو أن تُميت .. والإذلال إما أن يخلق عبدأَ دائماً أو ثائرأً متطرفاَ..وهكذا .. يعود النقيضان المتولدان من انفصام الكبرياء.. إلى التجمع مرة ثانية في فكرة واحدة ، ثابتة، هي استرجاع الكبرياء بواسطة القوة ..”