“وذات يوم انطفأت فيهن جذوة الكفاح .. وانطفأت كل رغباتهن في لقاء الأحبة وانطفأ حنينهن إلى سراج عتيق عشعش في ذاكرتهن..وشعرن بالخيانة.. خانوهنّ.. تركوهنّ.. فجروهنّ كأصابع الديناميت..لكنهن التقطتن أنفاسهنّ وشطاياهنّ.. وحملن فشلهنّ دون أن يصرحن..ورفعن رؤوسهنّ عالياّ دون أن يتخلين عن كرامتهنّ بعد أن عادت إليهنّ مبادئهنّ..ثم رحلن دون تصريح بمواقع الفشل.. وبالسدود التي اقيمت في وجوههنّ..من خوف مزعوم.. أو صيد سعيد آخر..قويات كالصنوبر.. ومهزومات في أجوافهن العميقة حتى البلاء.. هكذا كان الهجر.. والترحيل ..”
“في مطلع القرن الماضي كان المصري إذا سألته عن هويته لا يتردد لحظة في أن يقول إنه مسلم , ولكن في نهاية القرن بعد أن احتلت بريطانيا مصر وتبلورت القضية الوطنية في التخلص من هذا الأحتلال , كان من الطبيعي جدا أن يحدد المصري هويته " بالمصرية " دون أن يعني ذلك أنه أقل حباً أو ولاء للإسلام مما كان . وعندما ظهر بوضوع التهديد الصهيوني , ثم الإسرائيلي لوجود ومصالح الأمة العربية كلها , ولم يكن غريبا أن يحدد المصري هويته بأنه عربي , دون أن يعني ذلك أقل حباً لمصر أو أقل حباً للإسلام .”
“إن الأطفال يقرأون الآيات دون تعمق ويستمعون إلى المواعظ التي تعزز فيهم الاعتداد والرضا بما هم عليه دون بحث عن الصدق أو الحقيقة. نحن نعيش في عصر يجب على كل إنسان فيه أن يتعلم كيف يصل إلى الحقيقة”
“ليست الديمقراطية أن يقول الرجل رأيه في السياسة دون أن يعترضه أحد ..الديمقراطية أن تقول المرأة رأيها في الحب... دون أن يقتلها أحد”
“ويسألونني ماذا عملت من شر.. فأذكر أنني كنت آخر من يدخل المسجد على أمل أن أرى الله دون أن أضطر للتكبير والوقوف صامتا في صف, وأنني لم أتل يوما دعاء السفر لعلني أتراجع في اللحظة الأخيرة أو يتوب السائق إلى ربه ويكف عن جرح الأماكن.”
“هل أفلحت في بعد كل الرحلة الطويلة الشاقة دي, في أن أصبح كائن صالح للتعامل مع العالم الواقعي, دون أن يفقد إما توازنه وإما حلمه ؟”