“عندما تخرج من (الآن وهنا)، ستكف التفاصيل عن إلحاحها، وتعود إلى حجمها الطبيعي -وكانت تبدو كبيرة جداً عندما كانت داخل قفص (الآن وهنا)- سترى الصورة، عندما استطعت أن تلحظها من بعيد، خارج القفص، صارت أكثر وضوحاً، وقد كنت ترى الأمور مشوشة بسبب قربك الزائد..عندما تتسلل من رؤيتك الحبيسة داخل الزمن العابر، سترى بوضوح أكبر كيف يسير الأمر حقاً، سترى الدول التي كنت تراها عظمى داخل قفك، ستراها وهي تحبو وقد نشأت للتو، وسترى دولاً أخرى، لا تكاد تراها مهمة اليوم، وهي (عظمى) و(امبراطوريات) تتصارع فيما بينها على القارات ومقدرات الشعوب.... سترى دولاً تنشأ، وتزدهر، ثم تذبل، وتنهار، وتحل محلها دول أخرى تمر بالدورة نفسها، نشوءاً وازدهاراً، ذبولاً، وانهياراً..(...)سوف تنمو لديك (حاسة تاريخية) تخرج بها من قفص زمانك العابر والقصير، وتمدك عبر الزمان والمكان، لتجعلك ترى بشكل أوضح، وتمنحك رؤية أكثر شولية. سترى كيف أن ما يبدو أنه فردي، وعابر، يمكن أن يؤثر في الجميع فيما بعد، سوف ترى كيف أن الانهيار، يكون مسبوقاً بأفراد يقدمون شهواتهم أو حرياتهم الشخصية أو فرديتهم أو أياً من الشعارات الآنية العابرة على حقوق أممهم، ومجتمعاتهم.. سوف تجعلك حاستك التاريخية لا تنبهر بالزهو والازدهار والبريق الذي يخطف العيون، فأنت تعرف أن كل ذلك آني وعابر، وأنه تكرر عبر التاريخ كله..”
“أقول لك : إذا كنت مؤمنا بالسيد نوح حقا ، و بإلهه الواحد الحق ، فإياك أن تتركه لأي سبب ، لا تهادن في ذلك لا تقبل بأنصاف الحلول، إذا قبلت ، فلا تتخيل أبدا أنك ستغلب مجرى النهر ، سترى أن المياه أخذتك بعيدا ، ستلتفت ذات يوم، و تحاول أن تعود ،لكن سترى أن النهر أقوى من ذراعيك .. و لن تستطيع.. هذا إذا استطعت أن تلتفت أصلا .”
“لابد أن تكون نهضتنا معتمدة على الدين، ذلك أن جزءاً من أسباب ركودنا تحصن خلف مفاهيم نسبت نفسها إلى الدين، وعملية التصحيح هذه لا يمكن أن تقبل إن كانت من خارج المنظومة الدينية، لابد أن يكون التصحيح ذاتياً ومنبعثاً من داخل المنظومة الدينية. لابد أن تطهر الافكار الدينية الحقيقية الإيجابية كل ما علق من سلبيات فى الفكر الدينى السائد.. ووحده المفكر الدينى سيستطيع أن يستأصل السلبي من الأفكار المتنكرة بالدين، عبر مقارعتها بسلطة النص ومقاصده.”
“أن تعبد الله مخلصاً له الدين, وهي المتلازمة الثلاثية التي تفسر معنى الإخلاص ومن ثم معنى النية, لا في الصلاة فقط, ولكن في الحياة كلها, أن تعبده مخلصاً له الدين, يعني أن رؤيتك للحياة تتطابق- أو تحاول أن تتطابق- مع سلوكك وعملك فيهما, وأن الدين لا يسكن على رفوف الكتب أو في رأسك فقط, بل مكانه الحقيقي يجب أن يكون فيما تفعله, وما تنتجه .. في أن تؤدي ما خلقت من أجله, على هذه الأرض ..”
“أستطيع أن أجعل من الموت ليس مجرد نهاية أستطيع أن أجعله أكثر من مجرد حتمية لا بد أن نمر بها ،أستطيع بمحياي عبر أن يكون لحياتي معنى ، أن يكون موتي توقفا عن التنفسولكن ليس عن العطاء”
“كنت دوماً أجد أنه من المؤلم أن الناس لا يصلون..خصوصاً عندما كنت أجدهم أشخاصاً طيبين.. أشخاصاً ذوي معدن أصيل.. يتصرفون بنبل و شهامة, و مع ذلك لا يصلون..”
“كنت أستغرب -تحديدًا- قدرتهم على الإستيقاظ من النوم، وغسل وجوههم، وتنظيف أسنانهم، وتناول طعامهم، ومن ثم التوجّه إلى عملهم أو مدارسهم أو جامعاتهم دون أن يصلّوا!كيف يواجهون يومهم دون صلاة؟بل كيف يواجهون حياتهم بلا صلاة!”