“يروعنى أكثر اكتشافى بأننى يمكن أن أؤدى خدمة ما من أى نوع لأى بشو و أنا الذى أنفقت العمر أسعى فى طلب الخدمات من الآخرين !..”
“منبهاً إلى ما يتساقط من أحلامى، أَمنع عطشي من الإسراف فى طلب الماء من السراب. أعترفُ بأنى تعبت من طول الحلم الذى يعيدنى إلى أوله وإلى آخري، دون أن نلتقي فى أى صباح. سأصنع أحلامى من كفاف يومى لأتجنب الخيبة”
“ بينما المواطن العربى منا, يسير فى حاله, و يفكر غالباً فى جريمة أمن دولة من أى نوع, يفاجأ عادة بكارثة تهبط على أم رأسه, على شكل قرار تلفزيونى بإجراء انتخابات من أى نوع, و مع أنه يكون على ثقة كامله, بأن الهدف من هذا القرار هو صرفه عن تفكير الأحمق فى ارتكاب جريمة أمن دولة, الذى يشكل هو فى ذاته - أى مجرد تفكير - جريمة أمن دولة عليا”
“إسمع تعال هنا .. لنذهب إلى حديقة الأورمان و لنفكر فى حالنا .. ما الذى يمكن عمله فى هذه الدنيا ؟ ما الذى تعلمناه ؟ كيف نستفيد من هذا الذى تعلمناه ؟ هل الذى تعلمناه يكفى لأن يكون الواحد منا إنساناً هاماً ؟مثلاً : أنا أريد أن أذهب إلى المريخ و لكنهم لم يعلمونا إلا ركوب الحمير .. بالله عليك قل لى كيف أرتفع بحمارى إلى السماء ؟”
“لذلك الأيام التى أنا فيها الآن خشبية الشكل، جافة، وخالية من الحياة، وقابلة للاشتعال فى اى ومضة حنين. انها أيام من النوع الذى نكبر بها أكثر من حجمها الزمنى فى العمر، أيام لا تغادر الجسد إلا بقطعة من الأسئلة، وقطعة أخرى من الكذب!”
“أنت تقيمين بينى و بينك الحواجز ، أنت لا تريدين أن تنطلقى ، و أن تتركى نفسك على سجيتها ، لأنك تخشين أن تتعلقى بى ، أن تفنى كيانك فى كيانى ، أن تستمدى ثقتك فى نفسك وفى الحياة منى ، ثم تكتشفى كيانك مدلوقا -كالقهوة- فى غرفتى .و أنا أحبك و أريد منك أن تحبينى ، و لكنى لا أريد منك أن تفنى كيانك فى كيانى ولا فى كيان أى انسان . ولا أريد لك أن تستمدى ثقتك فى نفسك وفى الحياة منى أو من أى انسان .اريد لك كيانك الخاص المستقل ، والثقة التى تنبعث من النفس لا من الآخرين .و إذ ذاك – عندما يتحقق لك هذا- لن يستطيع أحد أن يحطمك لا أنا ولا أى مخلوق .إذ ذاك فقط ، تستطيعين أن تلطمى من يلطمك وتستأنفى المسير . و إذ ذاك فقط تستطيعين أن تربطى كيانك بكيان الآخرين ، فيزدهر كيانك وينمو ويتجدد ، و إذ ذاك فقط تحققين السعادة فأنت تعيسة يا حبيبتى ، وقد حاولت ولم تستطيعى ، أن تخفى عنى تعاستك…”