“إن ما أصاب الأمة من تخلف وما نالها من عناء يوجب على العقل المسلم أن يأخذ دوره الصحيح مصدرا ً للفكر الإسلامي متكاملا ومتعاونا مع مصدر الوحي والكون للعمل سوياً على بناء الرؤية الحضارية من منظور إسلامي ، وبناء المجتمع المسلم المعاصر ومؤسساته ومنشآته التي تتطلبها حاجة الأمة وطموحاتها وما تواجهه من تحديات .”
“الشريعة أكبر شأنًا من أن يكون مصيرها وتطبيقها وتعطيلها بيد حفنة من الحكام والولاة ، أو أن تبقى تحت رحمتهم وتقلبات أمزجتهم ، بل الأمة أو المجتمع المسلم هو الأصل ، وهو المكلّف بتطبيق الشريعة من خلال نشاطاته وعلاقاته ومؤسساته المدنية والأهلية وتفاعلاته الإنسانية في محيطه المكاني والزماني ، وما الدولة والحكومة سوى إحدى تلك المؤسسات المنبثقة من سيادة الأمة المستقلة والمعبرة عن إرادتها الحرة ..”
“من المسلم به، أن المجتمع الذي يرتبط بهدف عال، بعقيدة وإيمان، ويتفوق على كل قدرة، حتى ولو كانت القدرة التي تسيطر على "المنظومة الشمسية”
“الحق أن قضيا المرأة تكتنفها أزمات عقلية وخلقية واجتماعية واقتصادية ، كما أن الأمر يحتاج إلى مراجعة ذكية لنصوص وردت ، وفتاوى توورثت وعادات سيئة تترك طابعها على أعمال الناس .لابد من دراسة متأنية لما نشكو منه ، ودراسة تفرق بين الوحي وما اندس فيه ، وبين ما يجب محوه أو إثباته من أحوال الأمة .”
“بعضاً من علماء السوء وفقهاء السلاطين يزعمون أن الإسلام يوجب على الرعية طاعة الحكام، هكذا بإطلاق، وفي كل الأحوال.. وأنه يطلب من الأمة شكر الحاكم إذا عدل، والصبر على ظلمه إن هو كان ظالماً.. وهم يحسبون أنهم يخدعون الأمة عندما لا يميزون بين "الاستسلام" والضعف والاستكانة للظلم والمنكر- وهي مما حرمها ونهى عنها الإسلام- وبين "الصبر الإسلامي"، الذي هو شجاعة واحتمال في مواجهة الشدائد على درب النضال من أجل تطبيق فرائض الإسلام، وفي مقدمتها مقاومة الجور ومغالبة الظالمين.”
“ونحن نرى أن المسلم يعذب على ذنوبه لأمرين: أولهما أنه أساء فى خاصة نفسه، فالجزاء المرصد له عدل.والآخر أنه أساء للإسلام نفسه إذا تعاون مع غيره من الرعاع على إظهار الأمة فى صورة تحقر دينها وتصرف الناس عن الثقة فيه والطمأنينة إليه.”