“كنتُ أسير بالأمس في أحد الشوارع الخالية المظلمة ، فقابلتُ كلباً – من كلاب السكك – ينبح .. اندهشت لوجوده وتقدمتُ خطوتين ناحيته فأجفل وعندما رأى شال الثورة على كتفي تحفز للجري هرباً من بطشي .. غير أنني ضحكتُ وقلت له مترفقاً : انجُ بنفسك .. كلهم فرّوا .. فلماذا لا زلت هنا ؟”
“ظلت تحويلات الرصيد التي لا يدري مصدرها تأتيه دوماً، وظل يتجاهل التفكير في مصدرها مؤمناً أن هذا لا يهم. شاغلاً نفسه بقضايا أكبر..وظل لا يعلم أن كل طفل في البلاد يدّخر من مصروفه ليقوم بتحويل رصيد لرقم هاتف (س) المحمول..وعلى عرشه ظل الحاكم ينتفض غضباً لما بلغ لهذا الـ (وطني) من تأثير..أو ربما كان ينتفض بسبب بعض النتوءات غير المريحة في كرسي عرشه..لا أحد يعلم!- من قصة : حكاية س”
“الأديب :إن كل تعاريف الأدب التي يتمسك بها الأكاديميون لا تهمني في شيء .. كل ما أثق به أن الأديب الحق هو من لديه القدرة على أن ينتزعك من غرفتك وأنت تقرأ له ؛ ليضعك في عوالمه الخاصة ..أو قد ينجح هو ببراعته في أن ينسرب إليك ويشكل جزءً من عالمك الخاص !”
“المصري الحالي لم يكن يفكر قبلاً في الثورة لأنه لم يكن يعرفها .. ربّوه على الخوف منها .. على الخوف من أن ينطق .. .. لم متمسكاً بحقه في الحرية لأن الحرية لم تكن صديقته ، وإنما كانت تمر عليه في دلالٍ مر الكرام .. الآن قد ارتبط بالحرية .. الآن قد صرخ ! ولقد كبرت الصرخة حتى تعاظمت على الموت نفسه .. المصري أوجد بنفسه كل المؤ...شرات التي تؤكد أن هذا العصر عصره ..المصري قادم أيها السادة فأفسحوا له من فضلكم الطريق !”
“الكتابة تؤمّن لي نفسي .. تُشعِرني أني لا زلت إنساناً قادراً على الحس والتفكّر والنظر للأمور - مهما عَظُمَت - بمنظوري الشخصي الذي أُصيغه حسبما يتراءى لي . تؤمّن لي إضفاء طابعي الخاص على كل الموجودات من حولي ، وتكسبني الثقة في موهبتي أكثر ، وتردني إلى طبيعتي متى سرتُ في الطريق الذي قد يحولني إلى مسخ ”
“ثمة يوم تصحو فيه من النوم لتجد أن شعرك لا زال على تصفيفته. وأنك مهندم الخلقة لا زلت. تشعر أن غرفتك - على الرغم من فوضى الأمس - بكامل نظامها. وتعرف أخيراً معنى : " نام ملئ جفنيه ".. في هذا اليوم اجمع كل أصدقاءك فلن تجدهم بالسخف الذي تعتقده !.. اقضِ ساعات عملك كاملة فسيبدو مديرك وديعاً . زُر كل أقاربك فستنتهي مشاكلهم معك. تجوّل في بلدك شبراً شبراً وستشعر بالجنة من حولك. هذا يا صديقي يومٌ جاء حين غفلت عنك الحياة وكسرت - لأول مرة - طقوسها المشئومة معك.. فلِمَ تضيّعه في الروتين المعتاد ؟”
“لا فارق بين أوضاعنا السياسية الحالية والأفلام الهزلية.. غير أن أوضاعنا السياسية تحتاج إلى جمهور من نوع خاص. جمهورٌ يتحمل المشاهدة بدون مؤثرات ولا خدع ولا موسيقى تصويرية ولا مونتاج. جمهورٌ يصبر على عدم رؤية نجوم مشهورين ويوافق، على مضض، على أن يتم تقديم الأفلام في هيئة نشرات إخبارية وبرامج حوارية سياسية.. فقط كي يحصل في النهاية على مبتغاه ويستلقي من الضحك على قفاه !”