“وجهي خريطة محرفة فعلاً.رقعة من الجلد رسم عليها قائد مجنون البلاد التي فتح والتاريخ الذي صنع،ثم هطل فوقها المطر!”
“هذه السجادة التي كنتُ أمارس عليها توبتي كلما عدتُ من بين يديكِ, صرتُ أماس عليها ابتهالي حتى تعودي إلي.”
“صار وجهي بقعة من الفوضى وميداناً للخصومات اليائسة ، وأنفي يتربّع في وسطه مثل كرسي قاضٍ هجر المكان منذ قرون *”
“هكذا حياة الملآئكة ، رهانٌ مستمرٌ على حمل الضوء مسافة أبعد ، لذلك الكون الذي لا ينتهي ، والله يزيد ، ويزيد .لآبد من مضمار كافٍ لأخلاقهم ، لابد من مرتع فيه يستبقون ، وينثرون حكاية النور التي تسكُنهم !ينطلقون بآيات ويعودون بأخرى ، كأن أعمارهم هي عدد الشؤون التي يقضونها في الخليقة ! ثم موتٌ أولُ بعده عدة ميتات مُحتملة ، تتفرّق أجسادهم ، وتُعيد تركيب نفسها من جديد ، على هيئة اخرى ، ولكن لا تتذكر هيئتها السابقة أبدًا !لآ تتذكر منها طرفة عين !إننا نُسمّيه موتًا ، لأننا لا ننتقل ، ولا نتحول الا الى رماد ،إن الموت بالنسبة الى الملائكة مُختلف ! رُبما لا يعني أكثر من فُقدانٍ مُتكرر لذاكرة الحالة السابقة !”
“كانت تساؤلاته أكثر حموضة من رأس الليمون الذي يساعدني على جعل ارتجافات وجهي وتقلصاته تبدو طبيعية، ومبررة، لاسيما وأنا أكذب عليه، كما لم أفعل من قبل.ولكنه كذب الوهلة الأولى، هكذا بررت لنفسي هذا الانتهاك الكبير لحقيقة علاقتي بأبي. كنت أحتاج أن أفهم انا أولاً قبل أن أعيد تنسيق الحكاية بأكملها له، هو الذي لا يحترم في جياته شيئاً أكثر من الورق المرصوص بين دفتين، ويجمع في مكتبه،ومستودع المنزل، وسطحه، آلاف الكتب، مثل الورّاقين القدماء الذين يفيضون احتراماً للكتب حد الخجل من كتابة احدها. كان من المتوقع أن يدهشه الآن، وهو في اسبعين، أن الكتاب الذي لم يكتبه هو قط، كتبه ابنه الوحيد الذثي لم تبد على ملامحه من قبل سيماء الكتابة.”
“تري هل سأعلم - لو جننت-أني مجنون؟ هل يعلم المجانين حقيقة ما آلو إليه أم هم يشعرون بأن العالم من حولهم أصبح فجأة مرتاباً وبلا منطق؟”
“هي تخشى عليَّ من كتمانٍ يقرضني, وأنا أخشى عليها من بوحٍ يؤلمها, ستستجوب دموعي حتماً, وهذا مايمنعني من اللجوء إليها.”