“ولكنني كنت أعيش من اجل غد لا خوف فيه..وكنت أجوع من اجل أن اشبع ذات يوم.. وكنت أريد أن اصل إلى هذا الغد..لم يكن لحياتي يوم ذاك أية قيمة سوى ما يعطيها الأمل العميق الأخضر بان السماء لا يمكن أن تكون قاسية إلى لا حدود.. وبان هذا الطفل, الذي تكسرت على شفتيه ابتسامة الطمأنينة, سوف يمضي حياته هكذا, ممزقاً كغيوم تشرين, رماديا كأودية مترعة بالضباب, ضائعا كشمس جاءت تشرق فلم تجد افقها..****ورغم ذلك... كنت أقوللذات نفسي "اصبر، يا ولد، أنت ما زالت على أعتاب عمرك، وغداً، وبعد غد، سوف تشرق شمس جديدة, الست تناضل الآن من اجل ذلك المستقبل؟ سوف تفخر بأنك أنت الذي صنعته بأظافرك, منذ اسه الأول...إلى الأخر" وكان هذا الأمل يبرر لي ألم يومي؛ وكنت أحدق إلى الأمام أدوس على أشواك درب جاف كأنه طريق ضيق في مقبرة...”
“هناك شيئان يقولهما الناس عن ألف ليلة وليلة. الأول هو أنه لم يستطع أحد على الإطلاق أن يقرأ الكتاب من البداية إلى النهاية، والشيء الثاني هو أن أي أحد يقرأه منذ البداية إلى النهاية لا بد أن يموت.ومن المؤكد أن القارئ المحترس الذي يرى أن هذين التحذيرين يتناسبان معاً سوف يرغب في قراءته بحذر. ولكن لا سبب يدعو للخوف، لأننا جميعاً سوف نموت في يوم من الأيام، سواء قرأنا ألف ليلة وليلة أم لم نقرأها.”
“- لا تتركيني وحيدا، أحتاج إليك. لا أريد أن أكون وحيدا أكثر من ذلك، من دونك سوف يلقى بي في أقاصي الكون، أرجوك، أريني وجهك، اجعليني ألزم مكانا ما. شدي وثائقي إلى هذا العالم، لا أريد أن ألحق بالأشباح.. لست إلا شخصا طبيعيا بحاجة إليك.”
“كنت ولا أزال من المؤمنين بحرية الإرادة المحكومة بقدر الله وكنت ولا أزال أرى أن على المرأ أن يخطط لمستقبله بكل ما يملك من قوة وأن يعرف في الوقت نفسه أن إرادة الله لا تخطيطه هي التي سترسم مسار هذا المستقبل”
“وإنني لمدرك الآن أنني كنت غير قانع بنفسي، وكانت هذه اللاقناعة تصل إلى حد الاشمئزاز بسبب غروري اللانهائي، والمستوى العالي الذي رسمته لنفسي، وهكذا صرت أشعر في صميمي بأن الآخرين كانوا يشعرون نحوي بمثل شعوري نحو نفسي. لقد كرهت وجهي مثلاً، وكنت أعتقد أنه يبعث على الاشمئزاز، بل كنت أظن أنه كان هنالك شيء من الضعة في ملامحي، ولهذا فكنت كلما صعدت إلى مقر عملي أحاول أن أتصرف بما يوحي باستقلالي الذاتي، وأن أضع على وجهي شيئاً من الترفع بقدر امكاني ، وكل هذا لكي لا أبدو تعسا حقيراً. وكنت أقول: قد يكون وجهي قبيحاً، فليكن رفيعاً معبراً إذن، وفوق ذلك ليبد دالاً على الذكاء الحاد. ولكنني كنت متأكداً إلى درجة شديدة تبعث على الألم من أنه كان مستحيلاً على ملامحي أن تعكس هذه الصفات، والأسوأ هو أنني كنت أعتقد بأنني كنت ألوح غبياً، ولهذا فقد كنت أطمح إلى أن ألوح ذكياً وحسب. بل كنت أرحب حتى بأن أبدو وضيعاً من أجل أن أبدو ذكياً فقط.”
“أن ترى وتسمع كيف يكذبون،ثم يرمونك أنت بالغباء لأانك تطيق هذا الكذب.أن تتحمل الإهانات والإذلال،دون أن تجرؤ على الإعلان صراحة أنك فى صف الشرفاء الأحرار،بل تكذب أنت نفسك،وتبتسم،وكل ذلك من اجل لقمة العيش،من أجل ركن دافىء،من اجل وظيفة حقيرة لا تساوى قرشا..كلا،حياة كهذه لم تعد محتملة.”