“أحاذر أن أصف الشيخ بـ 17 وصفاً ، تصلح كلها لكل عالِم ، ثم لا ترى فيها واحداً منهم!”
“هذا المتأنق الذي يتهادى في كلية الآداب لأرقى جامعاتنا اليوم، يشبه عندي ذلك المتوحش الذي كان يختل بحربته بين الأحراش ليجمع رؤوس أعداء القبيلة.إن هذا السعي الناصب لهو برهان وثيق على أثر تحصيل الاحترام الاجتماعي على السلوك الإنساني، شهادة آداب أو جمجمة عدو! لا فرق! فالطبيعة الإنسانية واحدة، وإن كان ثم شيء من الاختلاف، فهو اختلاف يسير لا يستحق أن يؤبه له!”
“من أعظم المقاييس عندي للعمل الخالد: هو أنه العمل الذي لا تستطيع أن تتجاوزه مهما تركته وعدت إليه”
“لمتديّن إنما يتديّن على طبيعته وخُلُقه، يتديّن على مزاجه النفسيّ وإرثه من التجارب السيئة.. ثم هو لا ينفك عن تأثير النشأة، ووطأة الإلف والعادة، وغَلَبة روح العصر.فإذا رأيتَ متديناً يأتي شيئاً ليس من الدين الحق فحذارِ أن تحمّل الدين جريرةَ هذه النفوس، لأن المتديّن إنما يتديّن على طبيعته وخلقه ومزاجه النفسيّ..”
“الإنسان هو الإنسان: يحتاج إلى التجاوب الشعوري، يحتاج إلى هذا الفرح المقدّس. تلقاه طفلاً لا تعرفه قد خرج من مدرسته بشهادته فيدفعها في وجهك دفعًا لتقرأها، ثم يصيح بك يوم القيامة وأنت في حالٍ غير حاله: "هاؤم اقرؤا كتابيه"..”
“إن المبدع في الأطوار الأولى من تكوينه النفسي لينـزع به هذا السعي لكسب الاحترام الاجتماعي أكثر مما عند غيره، فيحتفي بصورته لدى الآخرين احتفاء زائداً عن حاجة الفطرة، فائضاً عن حدوده الطبيعية؛ فإن هو استمر به صيره أسيراً لنظرة الجماعة يتكففها المنـزلة والرفعة والتجاوب الشعوري، وهذا هو السر في شذوذ تصرفات كثير من المبدعين؛ ذرائع يصطنعونها للفت الانتباه، ثم لا تلبث أن تستحيل إلى أمراض نفسية تنتهي ببعضهم - في غياب الإيمان - إلى الجنون أو الانتحار.”
“رأيت أن الذين قرأت تراجمهم الذاتية يجمعون كلهم على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأزمانهم وأعمارهم وأديانهم، وتفاضل تجاربهم، وتباين مشارب أنفسهم، وتنوع مطارح مقاديرهم: على أن الحياة نصب ومشقة، وأنهم ما نالوا ما نالوه منها إلا بالصبر والتجلد والمغالبة. 2- ثم رأيتهم - هذا هو بيت القصيد من حديث التراجم هذا - يجمعون وفيهم: العالم والأديب، والمخرج والفيلسوف، والسياسي والقائد، والممثل والأستاذ، والرسام والمهندس، والتاجر والمريض، والسجين والفقير، ومن شئت وما شئت.. رأيتهم يجمعون كلهم على فساد طبيعة الإنسان، وسوء خلقه، وبشاعة مخبره، وخبث طويته، ورداءة صنفه.. وأنه لم ينلهم من أوصاب هذه الفانية، وأدواء هذا العمر، وأتراح هذي الروح؛ أشد ولا أشق ولا أكثر إيلاماً من صراع الإنسان وحسده وقبحه.. فمن كاذب لا يصدق إلا في أنه كاذب، وخائن لمن ائتمنه، ومتنكر لصديق أحوج ما يكون إليه، وظالم يطلب ما لا حق له فيه، وجاهل خابي الذهن فاتر الموهبة ينقم على هذا وذاك أن منّ الله عليهما بما حرمه منه.. إلى ذي روح خبيثة يأبى صاحبها أن تنـزع منه قبل أن يسيء إلى من أحسن إليه، وذي أثرة مفرطة يتمنى معها أن لو صرم نصف أهل الدنيا ولا تفوته نومة العصر.. في أمثلة بغيضة، ونماذج كريهة، ونسخ مكرورة مشوهة، يخجل المعافى أن يجتمع معها في مسمى واحد، حتى قال بعض المؤلفين - شبه معتذر - في مقدمة كتاب له:"لعلي لا أجانب الصواب، ولا أبتعد عن جوهر الحقيقة إن قلت: إنني كائن بشري"! وهكذا.. فبعد أن طالعت من كتب التراجم الذاتية ما يملأ قبة الصخرة؛ وجدتني أفتح الباب وأدخل إلى الشارع! كما عبر كاتب غربي نسيت اسمه. هكذا وجدتني أعود أدراجي كرة أخرى، فإذا الإنسان ذئب الإنسان يفري أخاه فرياً شديداً، وإذا الحياة هي الحياة: تلد بنيها، ثم تعود فتختل لهم، وتفعل بهم ما تفعله القطة الغادرة بصغارها العمي العاجزين. فبئس الناس وبئس الحياة..سئمت كل قديمعرفته في حياتيإن كان عندك شيءمن الجديد فهاتِ”