“لقد هوت جميع الأقليات الحاكمة إما لأنها تحجرت أو لأنها باتت هشّة. فإما أنها أصيبت بالبلادة والغطرسة وعجزت عن مواكبة الظروف المتغيرة مما أفضى بها إلى السقوط, أو أنها أصبحت ليبرالية جبانة وقدمت تنازلات عندما كان ينبغي عليها اللجوء للقوة ومن ثم سقطت أيضاً. بعبارة أخرى , لقد سقطت هذه الأقليات إما بوعي أو بدون وعي. وإنه لمما يُسَجَل للحزب أنه أوجد نظاما فكريا يمكن لهاتين الحالتين أن تتواجدا معا في آن واحد. ولا يمكن أن تدوم للحزب هيمنة على أي أساس فكري غير هذا الأساس, فإذا أراد المرء أن يحكم وأن يستمر في الحكم فعليه أن يكون قادراً على زعزعة الإحساس بالواقع. وذلك لأن سر أسرار الحكم هو جمع المرء بين إيمانه بأنه لا يخطئ وقدرته على التعلم من أخطاء الماضي.”