“و الآن ماذا أفعل بنفسى التى تفتحت فشربت من حقيقة مقتله حتى أترعت ؟ ماذا أفعل أنا الذى لم أعد مثلما كنت ؟ ماذا أفعل بكل الذى دخلت فيه و رأيته فحفر قلبى وباطنى ونفسى ؟ وماذا أفعل بهذه الحقيقة المرة التى تأكدت لى ؟هل أغرقها فى نفسى وطياتها و أقفز من فوق هذه الهوة الهائلة التى تفصلنى عنى أنا القديم ؟أم أترك نفسى تغرق فى مرارة حزن هذا الفهم المفجع ؟وهل تبقى فى نفسى طيات تحتمل أن تطوى شيئاً من بعد ما رأيت ؟”
“ماذا تريدنى أن أفعل فى عالم أضيق من حذائى , العمر يركض وأنا لم أفعل شيئا بحياتى !!”
“لك كل الحق ألا تصدقنى, ولكن هذه هى الحقيقة . أنا لم أفعل شيئا فى حياتى سوى من أجل أن أشعر بالرضا والسعادة. لم أشعر مطلقا بالواجب تجاه أى شخص سوى نفسى...,ولم أبذل أى شيىء مهما كان صغيرا لمخلوق بوازع أننى أساعده بل فقط لأن هذا كان ببساطة شديدة يريحنى ويشعرنى بأننى أفعل مايمليه علي ربى ... وهذا كان الشىء الوحيد الذى يحافظ على سلامتى العقلية فى هذة الدنيا التى أصبح كل سيىء فيها مختل”
“لم اغضب لقولها و لكنى عجبت من نفسى كيف تمكنت من معاشرة هذه السيدة التى هى عبارة عن حزمة من الأسى و الغلب ملفوفة فى غلاف شكل انسانى , و التى ان عبرت عن لذتها فى لحظة لذة جاء تعبيرها بنفس هذه النبرة الباكية الأسيانة و هذا الصوت الدامع الشقى ... تتلذذ مثلما تبكى و تبكى مثلما تتلذذ”
“كان يعذبنى سخطى على نفسى، وكنت آسفا على حياتى التى كانت تمضى بهذه السرعة وعلى هذا النحو غير الممتع، فرحت أفكر فى أنه من الخير لو استطعت أن أنزع من صدرى قلبى الذى أصبح ثقيلا هكذا.”
“المشكلة أن كل نظام يأتى ينظر إلى سابقيه، و يقول: «أنا أعرف ماذا أفعل، سأتصرف بذكاء بحيث لا يجرى لى ما جرى لهم». و هذا ما يجرى الآن، فاستمرار ظاهرة تحويل «الدواعى الأمنية» إلى مبدأ مطاط يجرى تحت ستاره ما يجرى من قمع و اعتقال و تعذيب و قتل، فى نسبة ضخمة من مجتمعاتنا العربية، إنما يعنى أن الخَلَف ينظر إلى أخطاء السَلَف بنظرة ضيقة بحيث ينظر للمبدأ الخاطئ باعتباره «خطأ فى تطبيق المبدأ» لا «خطأ فى المبدأ ذاته»، أى أنهم ينظرون إلى تجاوز الحد المسموح من التقييد لحريات الأفراد لا كأسلوب مرفوض فى حد ذاته، بل كأسلوب مقبول و لكنه لم «يُلعب بشكل بارع»! و هو نفس المنطق الذى فكّر به الأسلاف الذين ندموا حين لم ينفع الندمّ”