“تحت الرمادية تطمس الشخصية، تختفي المعالم والملامح وتضيع الهوية. هوية الأبيض النقاء وهوية الأسود المجد فإذا اختلطا تهددا”
“أحيانًا أتساءل: هل كان يمكن أن تولد صداقتنا هذه لو لم تكن فرصة حواري معك على الورق؟ هل كان من الممكن أن تولد صداقتي معك لو أنني كنت أعرفك؟ هل كان يمكن أن أمتلئ بالألفة هكذا لو أنك كنت تسكن جاري هنا بالمدينة؟ ... لا أعتقد! كنت ولا بد سأصطدم بجدارك الخارجي، الإنسان أطيب وأرق كثيرًا من مغلفه المعبأ فيه.”
“هل تذكر الجملة المشهورة: (لماذا تحبّينه؟ إنه لا يستحق!) هذا يحدد منطق المحترف، المسألة عنده حفلة توزيع جوائز، أما منطق الهاوي -منطقي- فلا يرى الحب أو العطاء أوالبذل أو الصداقة سوى مسائل منفصلة تمامًا عن الاستحقاق أو عدمه. لا يحق لأحد في هذه الأمور أن يطالب بالثمن أو يتوقع الثمن. لا يجب أن نتوقع ولا يجب أن نتمسّك، هذا هو منطق الهاوي.”
“الحب : الوهن ، الركن الذ يستطيع الانسان ان يفتح وجهه ، يلقى بضعفه ،يلده ويرضعه دون ان يخدشه أو يركله أحد . حاجة ان يرخى الانسان جانبه الذى يعمل عل اعلائه دائما . ان يبوح : يقدر ان يبوح بضعفه كاملا . ومن ذا الذ لايتمنى ان يعلق على ظهره لافته "هش : تناوله بعناية”
“و أنا لا أريد أن أتهم أحدا بالتواني أو الخيانة أو أي شيئ و لكن : ببساطة هناك أناس لا يمكنهم القيام بالأدوار المعهودة اليهم لأنهم غير مؤهلين لها. و ليس الخطأ في انهم يسلكون ما يسلكون. و لكن الخطأ منا أن نتركهم يقولون في مجالات يستحيل عليهم -مهما جاهدوا و افتعلوا و نقلوا و غشوا - أن يتواءموا مع نسيجها. بيننا و بينهم اخدود كبير. كبير .”
“عيونهم : العيون الكبيرة السوداء اللامعة. و الوجه النحيل : يميل للشحوب و به بقع بيضاء علي الخد أو الجبهة. الوجه المتسائل الفضولي الطيب المغلف بالهم ، المبتهج لأقل حد أدني تحقق له من ضروريات الحياة. الأطفال. الأطفال : أكاد أسميهم واحدا واحدا بالاسم دون أن أري صورة واحد منهم. لكنني أعرفهم جميعا : حلوين و لهم أنف لا يجففه منديل أبدا .”
“((لادولشة فيتا)) كان عنوان فيلم معناه : الحياة الناعمة. و أصبح الآن مقهي في بيروت. بابا نويل بالون منتفخ بالهواء. سألت البائع : ((كم ؟)). قال : ((ليرتان . و هكذا تنزعين السدادة . و هكذا ينطوي لتحمليه)) . أحمله الآن و قد دفعت الليرتين . و أستطيع أن املأه بهوائي متي أشاء .و هذه حريتي في بيروت .”