“ فى بلادنا لا نستشير صنف النساء و لا نأخد برأيهن نحن نأمر فنطاع و ضربهن ضرورى بمنطق الأدب فضلوه عن العلم و الرجل الحمش لا يسير بجانب امرأته لأن المرأة عورة و الرجال لا يمشون مع معاور بل يمشون وراءنا و إذا همس لهن غريب فلا ضرر ولا ضرار ما دمت لم أسمع و لم أرى فالفعل المشين ليس المعيب بل هو الذى يحدث فى العلن بين الناس و فى بلادنا لا تجتمع الاتان و الذكور و" الاتان هى أنثى الحمار " فلا يجتمعان إلا ساعة المناجاة و الملاغية ففى الحقيقة نحن لا نعيش فى مجتمع بل نعيش فى منفصل و للرجال عنبر و الحريم عنبر التطلع من بعيد مباح و البصبصة و التحرش تجوز و تبادل الرسائل و الأفعال مباح ما دام هذا كله يجرى فى الخفاء لكن الاختلاط العلنى ممنوع و الاجتماع حرام حسب فتوى الشيخ تمباك بن زربون و لذلك نكتنا فى العصر الحميرى جنسية و كل تفكيرنا فى غرف النوم و كل اعشابنا مقويات و أكثر الكتب رواجا هى كيفية إعادة الشيخ إلى صباه و أغلب أغانينا تأوهات و شهقات لا تليق إلا خلف الأبواب المغلقة و الستائر المسدلة .عندنا تحولت زرقاء اليمامة إلى خرساء اليمامة و عندنا تتعرى البنت مثل فتاة القرن العشرين و لكن دون تجربة و دون عقل إذا مشيت تقصعت كالزمبلك و إذا وقفت اهتزت كالغصن العيان و إذا كلمتها أشاحت و إذا غازلتها نظرت إليك باشمئزاز و قالت يا سم و إذا تزوجت تريد أن تسيطر و هى لا تحب و لكنها تريد أن تمتلك و عندنا يتمنعن و هن الراغبات و يعرضن و هن المقبلات و يعذبن و هن المعذبات مشكلات و لخبطات و لعبكات و ربك عالم بالحاجات و المحتجات ”

محمود السعدنى

محمود السعدنى - “ فى بلادنا لا نستشير صنف النساء و لا...” 1

Similar quotes

“وارحمتاه لكم يا شباب هذا الجيل ... أنتم المخضرمون بين مدرسة الإيمان من طريق النقل، و مدرسة الإدراك من طريق العقل. تلوكون قشوراً من الدين، و قشوراً من الفسلفة، فيقوم فى عقولكم، أن الإيمان و الفلسلفة لا يجتمعان، و أن العقل و الدين لا يأتلفان، و أن الفلسفة سبيل الإلحاد ... و ما هى كذلك يا ولدى، بل هى سبيل للإيمان بالله، من طريق العقل، الذى بُنى عليه الإيمان كله. و لكن الفلسفة يا بنى بحر على خلاف البحور يجد راكبه الخطر و الزيغ فى سواحله و شطاَنه و الأمان و الإيمان فى لُججه و أعماقه ...مولانا الشيخ الموزون لـ حيران الأضعف البنجابى”

نديم الجسر
Read more

“النبتة تحتاج للرعاية ، للشمس و الهواء، و تذبل إذا ما بالغت فى تركها فى الشمس أو الهواء الجاف أو إذا دفعتك يوما شدة خوفك و قلقك عليها لحجبها و منعها من الشمس و الهواء فتذبل و تموت،،، و كذلك هى ذاتك – لا إفراط ولا تفريط – كلماتى فاطمة عبد الله”

فاطمة عبد الله
Read more

“و نعطي مثلا لهذا التفاوت فى الرتب فيما يشعر به كل منا في حياته الخاصة .. من تفاوت المستويات التى يمكن أن يعيش فيها .. لانقصد مستويات الدخل .. و إنما نقصد شيئاً أعمق .. نقصد المستويات الوجودية ذاتها.فالواحد منا يمكن أن يعيش على مستوى متطلبات جسده ، كل همه أن يأكل و يشرب و يضاجع كالبهيمة.و يمكن أن يسكت ذلك السعار الجسدى ليستسلم لسعار آخر هو سعار النفس بين غيرة و حسد و غضب و شماتة و رغبة فى السيطرة و جوع للظهور و تعطش للشهرة و استئثار لأسباب القوة بتكديس الأموال و الممتلكات و تربص لاصطياد المناصب.و أكثر الناس لا يرتفعون عن هذه الدرجة و بموتون عليها و لا يكون العقل عندهم إلا وسيلة احتيال لبلوع هده الأسباب.و الحياة بالنسبة لهذه الكثرة غابة و الشعور الطبيعي هو العدوان و تنازع البقاء و الصراع .. و الهدف هو التهام كل ما يمكن التهامه و انتهاز ما يمكن انتهازه .. و الواحد منهم تجده يتأرجح كالبندول من لهيب رغبة إلى لهيب رغبة أخرى .. يسلمه مطمع إلى مطمع و هو فى ضرام من هذه الرغبات لا ينتهي.و هناك قلة تكتشف زيف هذه الحياة و تصحو على إدراك واضح بأن هذا اللون من الحياة عبودية لا حرية. و أنها كانت حياة أشبه بالسخرة و الأشغال الشاقة خضوعا لغرائز همجية لا تشبع و أطماع لا مضمون لها و لا معنى و لا قيمة .. كلها إلى زوال.فتبدأ هذه القلة القليلة فى إسكات هذا الصوت و فى تكبيل هذه النفس الهائجة ، و قد اكتشف أنها حجاب على الرؤية و تشويش على الفهم.و هكذا ترتفع هذه القلة القليلة فى الرتبة لتعيش بمنطق آخر .. هو أن تعطي لا أن تأخذ .. و تحب لا أن تكره .. و تصبح هموم هذه القلة هى إدراك الحقيقة.و على هذه القلة تنزل سكينة القلب فيتذكر الواحد منهم ماضيه حينما كان عبداً لسعار نفسه و كأنه خارج من جحيم !و مثل هؤلاء يموتون و قد انعتقوا من وهم النفس و الجسد و بلغوا خلاصهم الروحي و أيقنوا حقيقة ذواتهم كأرواح كانت تبتلى فى تجربة.و ما أشبه الجسد - فى الرتبة - بالتراب. و النفس بالنار و الروح بالنور. و هى مجرد ألفاظ للتقريب. و لكنها تكشف لنا أن حكاية الرتب هى حكاية حقيقية .. و أن كل من يموت على رتبة يبعث عليها و أن هذا هو عين العدل و ليس تجبرا .. و قد يكون العذاب فوق الوصف إذا تجردت النفوس من أجسادها الترابية و ل يبق منها إلا سعار خالص و جوع بحت و اضطرام مطلق برغبات لا ترتوي ثم عدوان بين نفوس شرسة لا هدنة بينها و لا سلام و لا مصالحة إلى الأبد .. على عكس أرواح تتعايش فى محبة و تتأمل الحق فى عالم ملكوتي.أكاد أجزم بأن ألفاظ القرآن بما فيها من جلجلة و صلصلة حينما تصف الجحيم إنما هى نذير حقيقى بعذاب فوق التصور سوف نعذبه لأنفسنا بأنفسنا عدلاً و صدقاً على رتبة استحقها كل منا بعمله .. و أكاد أضع يدي على الحقيقة .. لا ريب فيها”

مصطفى محمود
Read more

“إن فى الإنسان منطقة عجيبة سحيقة لا تصل إليها الفضيلة و لا الرذيلة، و لا تشع فيها شمس العقل و الإرادة، و لا ينطق لسان المنطق، و لا تطاع القوانين و الأوضاع، و لا تتداول فيها لغة أو تستخدم كلمة .. إنما هى مملكة نائية من عالم الألفاظ و المعانى .. كل ما فيها شفاف هفاف يأتى بالأعاجيب فى طرفة عين .. يكفي أن ترن فى أرجائها نبرة، أو تبرق لمحة، أو ينشر شذا عطر، حتى يتصاعد من أعماقها فى لحظة من الإحساسات و الصور و الذكريات، ما يهز كياننا و يفتح نفوسنا على أشياء لا قبل لنا بوصفها، و لا بتجسيدها، و لو لجأنا إلى أدق العبارات و أبرع اللغات ،،،”

توفيق الحكيم
Read more

“اللحظة الصادقة هى لحظة الخلوة مع النفس حينما يبدأ ذلك الحديث السرى,ذلك الحوار الداخلى,تلك المكالمة الإنفرادية حيث يصغى الواحد إلى نفسه دون أن يخشى أذناً أخرى تتلصص على الخط.ذلك الإفضاء و الإفشاء و الاعتراف و الطرح الصريح من الأعماق إلى سطح الوعى فى محاولة مخلصة للفهم,و هى لحظة من أثمن اللحظات.إن الحياة تتوقف فى تلك اللحظة لتبوح بحكمتها و الزمن يتوقف ليعطى ذلك الشعور المديد بالحضور حيث نحن فى حضرة الحق,و حيث لا يجوز الكذب و الخداع و التزييف,كما لا يجوز لحظة الموت و لحظة الحشرجة.و قد تأتى تلك اللحظة فى العمر مرة فتكون قيمتها بالعمر كله.أما إذا تأخرت و لم تأت إلا ساعة الموت,فقد ضاع العمر دون معنى و دون حكمة و أكلته الأكاذيب,و جاءت الصحوة بعد فوات الأوان.”

مصطفى محمود
Read more