“كانت تجلس وتتلمسه وتكتشف في تلك اللحظة أنه مصنوع من نوع رقيق جدا من الزجاج. يشف حتى الموت. تتلمسه وتخشى أن تجرحه. أن يجرحها.”
“إحساس غائم بعدم الأمان، يرقد على عمق بعيد جدا في العتمة وهاجس أن تعيش مرة أخرى تلك الحالة من البعثرة في العراء ، وحيدة، مجروحة، وعليها أن تبدأ من جديد.”
“كانت تجلس في مقهى قديم. تحاول أن ترسم ملامحه من صوته. تحاول أن تتذكّر صوته ! تمنت لو تطلب ضحكته بدل القهوة. أو أن يكون الهواء العابر همسه.”
“لم أعد أفزع من الموت حتى لو جاء اللحظة ! لقد حاولت أن أكون خيرا بقدر ما أستطيع أما أخطائي وغلطاتي فأنا نادم عليها ! إني أكل أمرها إلى الله وأرجو رحمته وعفوه أما عقابه فلست قلقا من أجله فأنا مطمأن إلى أنه عقاب حق وجزاء عدل وقد تعودت أن أحتمل تبعت أعمالي خيرا كانت أو شرا .. فليس يسوءني أن ألقى جزاء ما أخطأت حين يقوم الحساب”
“ويُجمع الجميع أن كل حكمته كانت تنبع من عنايته بالإشارات الخفية. ويقال أن الموت أيضا لم يفاجئه. رأى في منامه أنه يقف تحت السدرة الأسطورية الضائعة في غرب الصحراء ويشرب من ماء البحيرة. فقال له العراف في الصباح: أعد نفسك للرحلة. إنها سدرة المُنتهَى.”
“قبل أن تلعن هذا الطابور غير المنظم، تذكر أنك واقف في منتصفه، وأنك جزء من فوضاه.قبل أن تشتكي من هذا الموظف.. تذكر أنه في مكتبك في هذه اللحظة مراجع ينتظر عودتك!قبل أن تلعن «المرتشي».. تذكر أن الحديث لعن «الراشي» قبله.قبل أن تتذمر من هذا الشارع (وأخلاقه وتصرفاته) تذكر أنك من سكانه!”