“و ما وصل إليه الانسان من العلم و ما ترتب على ذلك من قدرة و اختراع , إنما جاء على قدر طلبه لحقيقة و اندفاعه نحو الحق و حب الغير , و هذا يتفرع من حب الجمال , فالحق و الخير جميلان , و لذلك من أحب الجمال , أحبهما جميعًا , و وودت 'لو استطعت أن أصور للقاريء فيض ذلك الجمال الذي يدركه طالب الحقيقة العلمية , و ذلك التناسق البديع بين أجزاء الكون , فيصف السير جيمس جينز الكون بأنه " فكرة جميلة " و من الخطأ الفاحش أن يصور العالم على أنه شيء مادي , يعني بالأجسام و الأبعاد و تحديد الأشعة , و أن يقال أن العلماء يتوقفون عند الظواهر و المشاهدات في العالم , فالعلماء يكون بحثهم عن " الحقيقة " , يسمون بعقولهم إلى المنتهى , و هم يكشفون أسرار الكون لتمتزج نفوسهم بالحق و الجمال ”
“من البحث فى الكون و علته تكونت "فسلفة الوجود"و من البحث فى العقل و كهنه و قدرته تكونت "فسلفة المعرفة"و من البحث فى كنة الخير و الجمال و القبح تكونت "فلسفة المعرفة”
“لا أحبُ المجاملات و لكني أؤمن أن بداخل كل فرد الكثير من الخير و الجمال ما يجعلني ابحث عنهم و لو بعدسة ميكروسكوب”
“و الخطيئة المنكرة التي عرف بها قوم لوط ( و قد كانوا يسكنون عدة قرى في وادي الأردن) هش الشذوذ الجنسي بإتيان الذكور، و ترك النساء. و هو انحراف في الفطرة شنيع. فقد برأ الله الذكر و الأنثى؛ و فطر كلاً منهما على الميل إلى صاحبه لتحقيق حكمته و مشيئته في امتداد الحياة عن طريق النسل، الذي يتم باجتماع الذكر و الأنثى. فكان هذا الميل طرفاً من الناموس الكوني العام، الذي يجعل كل من في الكون و كل ما في الكون في حالة تناسق و تعاون على إنفاذ المشيئة المدبرة لهذا الوجود. فأما إتيان الذكور الذكور فلا يرمي إلى هدف، و لا يحقق غاية، و لا يتمشى مع فطرة هذا الكون و قانونه. و عجيب أن يجد فيه أحد لذة. و اللذة التي يجدها الذكر و الأنثى في التقائهما إن هي إلا وسيلة الفطرة لتحقيق المشيئة. فالانحراف عن ناموس الكون واضح في فعل قوم لوط. و من ثم لم يكن بد أن يرجعوا عن هذا الانحراف أو أن يهلكوا، لخروجهم من ركب الحياة، و من موكب الفطرة، و لتعريهم من حكمة وجودهم، و هي امتداد الحياة بهم عن طريق التزاوج و التوالد.”
“معنى أن تكون عدنانيا:أن تكون عدنانيا هو أن تقلد عدنان أو تبرر له كل ما يقول حتى قبل أن تستمع إليه أو تقرأ له ، أن تعطيه شيكا على بياض ، أن تتعاطى مع كلامه و اجتهاده على أنه مذهب يتبع و لا يناقش، بالضبط هذا ما يشكل نقيض ما ترمي إليه جهود عدنان و إسهاماته، الإسهامات التي تجد نفسها في الإنحياز إلى الحق عبر النقد الصارم و المحاكمة الدقيقة ، إنه منهج لا مذهب، و كل من يصر على معاملته و تلقيه و التفاعل معه كمذهب إنما يعمل في الإتجاه المضاد تماما. رام نفعا فضر من غير قصد و من البر ما يكون عقوقاربما يفرح بعض الناس إذا نُسب الناس إليه بمعنى ما من معاني الإنتساب المذهبية او الحزبية او القبلية ، بالنسبة إليّ ـ حقا و صدقا ـ أجد هذا منفرا يبعث على الغثيان، و هو في نظري من اعظم اسباب تخلفنا و إنغلاقيتنا، حقير جدا أن يطمح أمرؤ ما إلى أو يطمع في أن يكيّف الحق مع شخصه أو يعيد صياغته على قد هواه و مداه ، هنا يكمن تقزيم الحق و مسخه ، حيث ـ بالمقابل ـ تكمن عظمة الشخصية و نبلها في أن تلاحق الحق و تتكيف معه و تتشكل به مهما كلفها هذا من مغارم معنوية و مادية ( و ما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم على اعقابكم ...) ( فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون. أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون. فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم).أن تنظروا الى عدنان على انه طالب حق يسعى اليه ، يرغَبُ فيه و يُرّغبُ فيه ، احترام و تقدير لعدنان ، أما ان تصوروا عدنان على انه منبع الحق و وكيله الحصري فهذا بمثابة القول : احذروا الدجال!!متى يأتي الزمان الذي نعرف كيف نفرق فيه بين الزعيم و الصنم و بين العالم و الوثن ، فنتخلص مرةً و إلى الأبد من كلتا الوثنيتين : السياسية و الروحية.و دمتم احرارا مستقلين.-عدنان إبراهيم”
“فأما الساعة فهي الموعد المرتقب للجزاء الكامل العادل، الذي تتوجه إليه النفوس فتحسب حسابه؛ و تسير في الطريق و هي تراقب و تحاسب و تخشى الانزلاق.. و الله سبحانه يؤكد مجيئها: (إن الساعة آتية) و أنه يكاد يخفيها. فعلم الناس بها قليل لا يتجاوز ما يطلعهم عليه من أمرها بقدر ما يحقق حكمته من معرفتهم و من جهلهم.. و المجهول عنصر أساسي في حياة البشر و في تكوينهم النفسي. فلا بد من مجهول في حياتهم يتطلعون إليه. و لو كان كل شيء مكشوفا لهم - و هم بهذه الفطرة - لوقف نشاطهم و أسنت حياتهم. فوراء المجهول يجرون. فيحذرون و يأملون، و يجربون و يتعلمون. و يكشفون المخبوء من طاقاتهم و طاقات الكون من حولهم؛ و يرون آيات الله في أنفسهم و في الآفاق؛ و يبدعون في الأرض بما شاء لهم الله أن يبدعوا.. و تعليق قلوبهم و مشاعرهم بالساعة المجهولة الموعد، يحفظهم من الشرود، فهم لا يدرون متى تأتي الساعة، فهم من موعدها على حذر دائم و على استعداد دائم. ”