“تلك الصداقة الحبيبة التي ينشأ في ظلالها الحب الرقيق الناعم العميق ، تزيده المعاشرة إطمئناناً و تزيده الأيام توثقاً ، ذلك الحب الذي يولد صغيراً كالطفل و يتغذى من الود و الوفاقفينمو مع الأيام الطوال ، و يستطيع مع هذه الأيام أن يمد جذوره في حياة الزوجين ؛ فيثبت قوياً على الأعاصير و العواصف معما يكن ....”
“و لكن في تلك الأيام لم يكن هناك ما نشكو منه, في تلك الأيام كنا نحب”
“لا أعني أن الحب يحدث حتما من أول نظرة، و لكن النظرة الأولى تكفي لاكتشاف من تربطهم بنا صلة روحية عسية أن تصير الحب نفسه! أليس يقولون أن الأرواح تتخاطب بغير إحساس البتة؟! فنظرة واحدة تبلغ بالروح فوق ما تريد..أما الحب الذي تلده الأيام و تنبهه المعاشرة فمرجعه على الغالب العادة أو المنفعة، أو غيرهما من القيم التي لا تدرك إلا بالروية و الإمهال”
“الخيبة تبدأ ساعة الميلاد , من الأيام الأولى , و مع الحليب تتمطى , ثم في الأزقة تنمو , و على مقاعد الدرس تكبر , و تسير كالظل في الشوارع , ولا تغادر انسان هذة الأرض , تسكن لحمه و عظمه .”
“أقضي الأيام و الأعوام في تلفيق صلح مع نفسي لا يعيش طويلاً”
“ الطيبة " التي تحب الفكاهة و السخرية مثل غيرها من القرى في أوقات الراحة و الفرح ، تتغير كثيرا أيام الأحزان و تتغير أكثر أيام تشح الأمطار و تأتي سنوات المحل . تصبح بلدة أقرب إلى السواد تُغطيها الظلمة عند الغروب و تمتد فوقها موجة من الصمت و الأحزان و تبدو لياليها طويلة ساكنة عدا أصوات الكلاب المشردة الجائعة و طلقات تائهة في بعض الأحيان و فوق " الطيبة " في مثل هذه الأيام تنتشر رائحة ثقيلة منذرة لكن لا يُميز تلك الرائحة إلا من عرفها أو تنشقها ذات يوم ! و في هذه الأيام تتغير أشياء كثيرة !”