“دوماً أراك تلعب اللعبة البوليسية ثلاثية الأبعاد هذه، ودوماً أراك تنشغل عن هدف اللعبة الأصلي بقتل النماذج الموجودة للعاهرات في اللعبة، وتصوِّب عليهن بدقة في أماكن حساسة. إن خيارات اللعبة لا تمكنك - للأسف - من اغتصابهن.. لذا فأنت تنسى خطة اللعبة – بدافعٍ من الغيظ عندك - وتقضي وقتاً طويلاً جداً في تقتيل كل العاهرات الموجودات فيها.. ليس لثأرٍ لك؛ لكن لأن القتل هو الخيار الوحيد المتاح لك لانتهاكهن ! ”
“إن أمتع ما في لعبة الحياة هذه .. أنه ثمة لحظات في غاية الغرابة تمر عليك أحياناً ؛ يتملكك فيها هاجس أغرب .. هاجس يُطمئنك أن كل هؤلاء من حولك ليسوا كائنات من كواكب أخرى تترقب لاصطيادك ، وليسوا ممثلين يؤدون أدوارهم بحرص كجزء من مؤامرة ضخمة عليك ، وأنهم مجموعة من البشر العاديين جداً الذين تسكنهم الهواجس – أيضاً – بشأن من حولهم !”
“دعني يا بني أوجز لك مثلاً يجعلك تدرك عبثية أن تكتب التاريخ :إن أبي هو الأصل في كل شيء .. منه تكويني ، وما أنا إلا امتداد لحركاته وملامحه وطريقة كلامه .. لكن أبي في تاريخ الإنسانية المكتوب : مجرد مقدمة لي !أي هراء !”
“الأديب :إن كل تعاريف الأدب التي يتمسك بها الأكاديميون لا تهمني في شيء .. كل ما أثق به أن الأديب الحق هو من لديه القدرة على أن ينتزعك من غرفتك وأنت تقرأ له ؛ ليضعك في عوالمه الخاصة ..أو قد ينجح هو ببراعته في أن ينسرب إليك ويشكل جزءً من عالمك الخاص !”
“مثل كل ليلة .. يُسدلُ الليلُ ستاره ، ويغلّف السواد كل الموجودات ، ويعتصم الجميع بحبال الصمت خشيةَ أن يتهاووا في هوة الضوضاء السحيقة ، ويفرض الظلام قوانينه ممتعضاً من تحدى البدر ؛ مستخفاً بضيائه في ذات الوقت .. فأتخلى أنا عن طوق نجاتي ، وأغرق في بحرها”
“بإمكاني أن أطمئنك.. وبصفتي عضواً في لجنة التحكيم يمكنني أن أخبرك أنك مقبول جداً.. لا لا.. اطمئن حقاً.. إن أكثر ما شدّني في قصيدتك هو ذاك المزج المحبب بين أسلوبي اثنين من كبار شعراء الحداثة.. (عنترة بن شداد)، و(سيد حجاب).”
“في غرفتي المظلمة.. تضايقتُ من نفسي فشوّهت وجهي. سخطتُ عليّ فقطعتُ لساني. انتابني الحنق فبترتُ قدميّ. غضبتُ مني فمزقتُ ذراعيّ. ثرتُ فأخذتُ أضرب رأسي في الحائط محركاً ما تبقى من جسدي في انتفاضة ..وأخيراً لما هدأتُ ورضيتُ عن نفسي ؛ قررتُ لمّ شمل أعضائي من جديد .. لكن ...... يا للأسف ! لن أستطيع .. ذراعاي .. قد مزقتهما !”