“ليلى : لاتدخلنى فى تيه التفكير المعتمدعنى أتحدث عنه باحساسى المفعملا معنى للحب لدى بدونكأنت الحبيبدو لى أن المرأة لا تعرف معنى للحب بدون المحبوبما أعرفه أنى حين أراكتلتف حواليك عيونى كالخيط على المغزلما أعرفه أنى أتخيلك كثيرا فى وحدتى الرطبهأحيانا أتخيلك كما أنتو كأنى أرسم صورتك بأنفاسىجبهتك المشرقة الصلبةعيناك الطيبتان المتعبتان ، و إرخاء الهدب المثقلخداك المنحدران إلى ذقنكشاربك المهملكفاك المتكلمتان، وعيناك الصامتتان ، تنيران و تنطفئانمشيتك المرهقة المتماسكة الخطوات كمشية جندى بين قتالين مريرينسعيد:هذا ليس أناهذا الرجل الملتف بجسدىليلى:أعرف أيضا روحكأعرف ما يثقلها أحيانا،ويميل بها نحو كآبة مغربها الداكنأعرف ما يسكرها أحيانا،ويؤرجحها فى رغوة نور الفجرسعيد:حقا يا ليلى تدرين شقائىليلى:و أقدسه و أباركه يا حبىو سأحمله فى صدرى طفلا منك”
“ما أعرفه أن وجودك ولو فى البعد هو سند هائل لى”
“ليس معنى أن الله سبحانه و تعالى عندما قال لى لا تسرق قد قيد حريتى فى أن أمد يدى إلى مال غيرى ..هذه نظرة ضيقة و لكنه فى الحقيقة قد قيد المجتمع كله فى أن يمد يده إلى مالى .. فحمانى - و أنا القرد الضعيف- من مجتمع يمكن أن يجردنى من كل شىء”
“هنا فى رأسى فقط، أشعر كما لو أنى أعيد بنائى لبنة لبنة، أتحكم بما سأسمح له بالتسرب إلىّ، و ما سأمنعه من دخولى. غيابى: أن ألجم رغبتى فى ابتلاع العالم، مقنعة إياى أنى سأغصّ به عاجلاً، العالم صعب، و علىّ أن أتعلم كيف أتركه يمر من جوارى، لا أن يدخلنى بصلف، و الآخرون، الآخرون على الدوام، حذرى الأول و سبب مخاوفى، لا أريد لأحد أن يلمسنى، لا أحد، و لا شىء كذلك. العزلة مطمئنة إنها تعطينى مساحة كافية لأقترب ما شئت و ابتعد ما شئت، أن تختار عزلتك، لا يعنى أن تكف عن الحضور فى قلب العالم، إنها فى أبسط اشكالها، تعنى أن تحضر باختيارك، و أن تباشر حضورك ضمن حدودك الخاصة بحيث لا يسع أحداً أن يسرقك من ذاتك على غفلة، أو يشكل وجهك وفق ما يريد، أو يؤذيك أو يلوى عنق بوصلتك.”
“الجو الدافىء المريح ووجود شخص لطيف لا يثيران فى الآن الإحساس بالرضى كما كان فى الماضى،بل رغبة قوية فى الشكوى والتذمر.ولسبب ما يبدو لى أنى إذا ما تأففت واشكيت فسوف أشعر بالراحة.”
“و لأنى منشغلة بالكتابة فذاكرتى فارغة، الأمر يتشابه مع التقاط صورة مدهشة لأن المصور لا يرغب فى حفظها فى ذاكرته و حملها معه طيلة الوقت فيوثقها ليتخلص منها، هذا ما اجتهد فى فعله و هو التخلص من الأمكنة و المواقف و الاشخاص بكتابتهم حتى لا يبقى لى فى وحدتى سوى فراغ عقلى من الماضى الكبير.”