“عادا من البر الغربي عند الغروب ، كأنهما عاشقان التقيا قبل سنوات طوال . في الدقائق التي عبرا فيها النيل كانا يتكلمان بنظرات الاشتياق والوجل ، والحب والخجل ، والوعود والآمال بدوام القرب إلى آخر الأجل.”
“كأنهما أدركا فجأةً أن خيطاً كان يربط بينهما من قبل أن يلتقيا ، والآن ظهر .. تكون بين الناس خيوطٌ تربطهم ، لكنهم لا يرونها إلا في وقتٍ مخصوص ، وقد لا يرونها أبداً.”
“النيل جميل في أسوان ورقيق. لا يبدو النيل جميلًا مثلما هو هنا. نيل أسوان أرق وألطف وأنظف، ولا تفوح من حوافه رائحة عطنة في الشتاء، مثلما هو حاله هناك.”
“و سلك سبيل سفره من آخر العالم إلى آخر العالم ، وهو موقن بأن العوالم كلها بلغت أواخرها”
“عرفتُ بعد رحيلها لوعة القلق وعصف الاشتياق؟ ليتني منعتها من الذهاب.”
“ليلتها أراد استعادة ذاته فانتفض قائماً من سريره، وأضاء غرفته التي كانت حالكة، وبيدٍ ترتجف وقلبٍ يضطرب، أخرج صفحات أشعاره وراح يحدق فيها كغريق ينظر إلى خشبةٍ تطفو بعيداً، بعدما عجز عن التعلق بها.”
“الكل على الحياة وافد ، لكن ألفة الوجوه ودفء المحال والحب والأوهام تذهلنا عن أننا الآن راحلون لا محالة . وما اللحظات التي نحاول الاستمساك بها كل حين إلا عبور في سفر مستمر واغتراب مؤقت في مَحال.”