“كلما إفتقدتهُا؛ حاولتُ إقناع نفسى أن للجمالِ مواسماً مثل فصول السنة .. ولو صارت كل الأيام ربيعاً لفقد الربيع جماله ورونقه .. لكنها تأبى إلا أن تأتينى كل مساء .. متشحة بثوب الشتاء، متعطرة بعطر الربيع، متألقة كشمس الصيف .. وحزينة كأوراق الخريف”
“نحن فصول السنة الأربعة نزهر في الربيع وننضج في الصيف ونلملم أنفسنا في الخريف استعدادا لزمهرير الشتاء”
“إن من يحب لا يعيش من فصول السنة الأربعة إلا الربيع .”
“وعظتني نفسي فعلمتني أن لا أطرب لمديح ولا أجزع لمذمة . وقبل أن تعظني نفسي كنت أظل مرتابا في قيمة أعمال وقدرها حتى تنبعث إليها الأيام بمن يقرظها أو يهجوها . أما الآن فقد عرفت أن الأشجار تزهر في الربيع وتثمر في الصيف ولا مطمع لها بالثناء . وتنثر أوراقها في الخريف وتتعرى في الشتاء ولا تخشى الملامة”
“علمونا أن مناخ جمهورية مصر العربية حار جاف صيفا دافئ ممطر شتاء ، لكنه الآن لم يعد لا هذا ، ولا ذاك ، ففصل الصيف صار أغلب شهور السنة لا تحس الربيع ، والخريف قط ، أما الشتاء فصار بردا قارصا كما لو كنا في أوروبا”
“نفقد كل شيء. كل شيء بلا استثناء، حتى صراخنا الأول الموشوم في الذاكرة، إلا اللغة التي تستمر طويلاً قبل أن تتهاوى كأوراق الخريف. ثم ندفن شيئاً من أجسادنا في قبر من نحب. قبل أن تأتي الانكسارات المتتالية على ما تبقى من الجسد. تترنح اللغة طويلاً بين أيدي الآخرين قبل أن تنسحب هي أيضاً من المشهد القاسي، ونُطوى في مكتبة الأقدار الضخمة”