“لأكثر من خمس دقائق مكثنا، أنا والذئب، ينظر كل منا إلى الآخر. بفضول هاديء أواجهه، وهو ينظر نحوي في هدوء. يتململ فيحرك قليلا إحدى قوائمه، أو تسري نبضة خفيفة في ذيله، وأنا أستريح في وقفتي بقربه وأسترخي. أتأمل بصفاء ذلك الصفاء الكهرماني في قزحيتي عينيه، ويأسرني النقاء الخالص لشعر ظهره الداكن وذيله المليء. ويعجبني بافتتان ذلك التناغم القوي في بنائه، حتى أفلت مني الهمس: "ياه.. ذئب جميل.. جميل خالص.."، بل وجهت إليه همسي: "أنت ذئب جميل.. جميل خالص..". ثم إنني ودعته قبل أن أستدير عنه لأهبط: "سلام.. سلام..".”