“أقوى ضابط للأخلاق النهي عن المنكر بالنصيحة والتوبيخ،أي بحرص الأفراد على حراسة نظام الإجتماع،وهذه الوظيفة غير مقدور عليها في عهد الإستبداد لغير ذوي المنعة من الغيورين وقليل ماهم،وقليلا مايفعلون،وقليلا مايفيد نهيهم،لأنه لايمكنهم توجيهه لغير المستضعفين الذين لا يملكون ضررا ولانفعا”
“أسير الإستبداد لا يملك شيئاً ليحرص على حفظه لأنه لا يملك مالاً غير مُعرض للسلب ولا شرفاً غير مُعرض للإهانةويجعله ذلك لا يتذوق لذة نعيم غير الملذات البهيمية فيصبح شديد الحرص على حياته الحيوانية وغن كانت تعيسة”
“إن الحكومة من أي نوع كانت،لاتخرج عن وصف الإستبداد مالم تكن تحت المراقبة الشديدة والإحتساب الذي لاتسامح فيه”
“وقد سلك الأنبياء عليهم السلام في إنقاذ الأمم من فساد الأخلاق مسلك الإبتداء . أولًا بفك العقول من تعظيم غير الله والإذعان لسواه ، وذلك بتقوية حسن الإيمان المفطور عليه وجدان كل إنسان ، ثم جهدوا في تنوير العقول بمباديء الحكمة ، وتعريف الإنسان كيف يملك إرادته ، أي حريته في أفكاره ، واختياره في أعماله وبذلك هدموا حصن الإستبداد وسدّوا منبع الفساد .”
“قد أوضح العلماء أن تغيير المنكر بالقلب هو بغض المتلبس به بغضاً في الله. بناءً عليه, فمن يعامل الظالم أو الفاسق غير مضطر, أو يجامله و لو بالسلام, يكون قد خسر أضعف الإيمان, و من بعد الأضعف إلا العدم أي فقد الإيمان و العياذ بالله”
“المستبد لا يستغنى عن أن يستمجد بعض افراد من ضعاف القلوب الذين هم كبقر الجنة لا ينطحون ولا يرمحون، يتخذهم كنموذج البائع الغشاش، على انه لا يستعملهم في شئ من مهامه فيكونون لديه كمصحف في خمارة او سبحة في يد زنديق . وربما لا يستخدم بعضهم في بعض الشئون تغليطآ لأذهان العامة في أنه لا يتعمد استخدام الأراذل والأسافل فقط ، ولهذا يقال أن دولة الاستبداد دولة بله واوغاد..عبدالرحمن الكواكبي، الاعمال الكاملة..”
“الإستبداد يجعل المال في أيدي الناس عُرضة لسلب المستبد وأعوانه وعماله غصباً أو بحجة باطلة وعُرضة أيضاً لسلب المعتدين من اللصوص والمحتالين الراتعين في ظل أمان الإستبداد”