“.. والمرونة أقوى من القسوة والجفاف والجمود وتصلب العقول والأبدان. ألم تر للنبات الصغير المرن يلتف على الصخور والطبقات القاسية من الأرض ليخرج للحياة وللهواء ولضوء الشمس، ويصنع الثمار والنفع والجمال في الكون. تلك هي مرونة الإسلام في بدئه، حيث لا يتكبر على الواقع ولا يتجاهله ولا يعتسف المواقف، ولكنه يتعامل معه كما هو ويعترف به، ويسخر كل مؤسساته وقوته لدربه القاصد الجديد”
“سنة الله في الناس التحول، التقدم والتأخر. وهو أمر يلاحظه البشر عن الكون أيضاً. وليس هناك من ثبات إلا في مخيلة الجامدين، المعرضين عن الحقائق والسنن: (لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر)، ولم تعط الآية خيار الثبات ولا البقاء على الشيء كما هو .. وهو ما لاحظه أحد كبار الفلاسفة في عصرنا، يقول: "فالتقدم والتخلف هما الانتقاءان الوحيدان اللذان يواجهان البشر، والمحافظ الخالص يكافح ضد جوهر الكون”
“التشوه والتشويه الغربي للحياة البشرية لن يكون ظاهر الفساد، ولا مقدوراً على مواجهته، ما لم تقم صور أخرى عادلة، في عالم الأفكار والأفهام أولاً، ثم في عالم السلوك والعمل ثانياً، حتى إذا رأى العالم خيراً من الموجود، فسيقتنع الجميع فعلاً ببؤسه وبسوء حاله، فلو لم تقم قوة ضاربة في وجه هتلر وعصابته النازية لكان هو النموذج الحضاري المختار للبشرية، ولبقيت النازية ولو ردحاً من الزمن هي النموذج للتطور والحرية ومهوى قلوب كثيرين من الناس.”
“يحب بعضهم أن يقدم الإسلام على أنه حل لمعضلات البشرية، ويقدمه من دون حل سياسي، ولا مضمون منضبط لإصلاح الحال، إن من أهم النواقص التي تعترض الاستجابة والشك هو عدم وجود إجابة عملية للمعترضين، وبخاصة أن لدينا ديناً سياسياً منذ أيامه الأولى على الأرض، طبق نظاماً غاب، ولهذا فلا يحتمل الموقف الصمت تجاه الماضي وإعادة تقييمه، ولا أمام السائل المعاصر: على ماذا تتفقون؟ وكيف تختلفون عن الأفكار المنظمة لعالم اليوم؟”
“يقول علي عزت: أدركت جانبًا من أسباب تخلفنا وانحطاطنا في القرون الأخيرة، وهو التربية الخاطئة للنشئ، والحقيقة أننا نربي شبابنا تربية خاطئة منذ قرون، وكان هذا ناتجًا من عدم فهمنا للفكر الإسلامي الصحيح، ففي الوقت الذي كان فيه أعداء الإسلام من المستعمرين يبتلعون الدول الإسلامية واحدة بعد الأخرى مدعمين بعلومهم وغطرستهم واستهتارهم بنا، كنا نربي أجيالنا على الطاعة العمياء لولي الأمر؛ لأن كل سلطة إنما هي قدر من عند الله لا حيلة لنا فيها ولا خيار!”
“وعدد العناوين الجديدة سنويا في أمريكا يزيد عن واحد وخمسين ألف عنوان، والغريب أنها أقل من عدد المنشورات في بريطانيا، ولكن الكمية في أمريكا لا تقارن حجما في سوق بريطانيا، ولا يطمع قارئ أن يرى الكتب الجديدة جميعها تحت سقف مكتبة واحدة, ولكن الكتب الأخرى يمكن الحصول عليها بسهولة، اليوم الكمبيوتر ييسر لك كل كتاب متى عرفت عنوانه أو رقمه الدولي المتسلسل أو اسم مؤلفه وبإمكانك أن تطلبه من أي مكتبة في وقت قصير، ومن المكتبات من تعرض على القراء أن توصل الكتب لبيوتهم، وتقدم لك الكتب بطريقة أنيقة كأنه إهداء”
“في الوقت الذي كان فيه أعداء الاسلام من المستعمرين يبتلعون الدول الاسلامية واحدة بعد الأخرى مدعمين بعلومهم وغطرستهم واستهتارهم بنا, كنا نربي أجيالنا على الطاعة العمياء لولي الأمر,لان كل سلطة إنما هي قدر من عند الله لاحيلة لنا فيها ولاخيار.”