“ومن الصعب فهم تاريخ الثورات الشعبية إذا ما تجاهلنا غرائز الجماهير المحافظة جدا. صحيح أنها تريد تغيير أسماء مؤسساتها وتقوم أحيانا بثورات عنيفة من أجل تحقيق هذه المتغيرات. ولكن عمق هذه المؤسسات ومضمونها يبقى معبرا عن الحاجيات الوراثية للعرق وبالتالي فهي تعود إليه دائما في نهاية المطاف.فحركيتها لا تخص إلا الأشياء السطحية.في الواقع إنها تمتلك غرائز محافظة نهائية.وكجميع الناس البدائيين فإنها تشعر باحترام وثني تجاه التقاليد وبهلع لا واع تجاه البدع المستجدة القادرة على تعديل الظروف الحقيقية لوجودها.”

غوستاف لوبون

Explore This Quote Further

Quote by غوستاف لوبون: “ومن الصعب فهم تاريخ الثورات الشعبية إذا ما تجاهل… - Image 1

Similar quotes

“الواقع أن أكبر همّين للإنسان منذ أن وُجد على سطح هذه الأرض كانا يتمثلان في خلق شبكة من التقاليد أولا، ثم في تدميرها عندما تكون آثارها الإيجابية قد استُنفذت. وبدون تقاليد ثابتة لا يمكن أن توجد حضارة. وبدون الإزالة البطيئة والتدريجية لهذه التقاليد لا يمكن أن يوجد تقدم. والصعوبة تكمن في إيجاد توازن بين الثبات والتحول. وهذه الصعوبة ضخمة جدًا. فعندما يُتيح شعب ما لأعرافه وتقاليده أن تثبت وتترسخ بقوة زائدة طيلة أجيال عديدة، فإنه لا يعود يستطيع التطور ويصبح كالصين عاجزًا عن التطور والإصلاح. وحتى الثورات العنيفة نفسها تصبح عاجزة عن ذلك لأن يحصل عندئد إما أن تلتحم الأجزاء المكسورة من السلسلة بعضها البعض وعندئذ يستعيد الماضي هيمنته دون تغيير، وإما أن تُولّد هذه الأجزاء المتفرقة نوعًا من الفوضى أولا ثم الإنحطاط لاحقًا.”


“الآراء التي لا ترتبط بأي عقيدة عامة ولا بأي عاطفة عرق وبالتالي فلا تتمتع بالاستقرارية تبقى تحت رحمة الصدفة , أو تحت رحمة أقل متغير يصيب البيئة إذا شئنا. فبما أنها تتشكل بواسطة التحريض والعدوى فإنها تظل دائما مؤقتة فتولد وتموت أحيانا بنفس سرعة تشكل كثبان الرمال وتلاشيها على شاطئ البحر .”


“إن الشعب لا يمتلك أبدا أية قدرة حقيقية على تغيير مؤسساته. لا ريب في أنه يستطيع تعديل أسمها عن طريق أشعال ثورات عنيفة. ولكن ليش المضمون يتغير. وبما أن الأسماء هي عبارة عن إشارات لا أهمية لها فإن المؤرخ المشغول بالقيم الفعلية للأشياء لا يعيرها أي انتباه. هكذا نجد مثلا ان إنكلترا , أكثر البلدان في العالم ديمقراطية خاضعة لنظام ملكي. هذا في حين أن الجمهوريات الأسبانية الأميركية المحكومة من قبل الدساتير الجمهورية تتعرض لأبشع أنواع الاستبداد. فطباع الشعب وليس الحكومات هي التي تحسم مصيرها.”


“الجماهير ترغب في الوصول إلى أشياء بشكل يشبه السعار المجنون وهذه الأشياء لا يثبت عليها لفترة طويلة. فهي عاجزة عن الإرادة الدائمة مثلما هي عاجزة عن التفكير الدائم المستمر.”


“إن الخيال الخاص بالجماهير كخيال كل الكائنات التي لا تفكر عقلانيا, مهيأ لأن يتعرض للتأثير العميق. فالصور التي تثيرها في نفوسهم شخصية ما أو حدث ما أو حادث ما لها نفس حيوية وقوة الأشياء الواقعية ذاتها. فالجماهير تشبه النائم إلى حد ما الذي يتعطل عقله مؤقتا ويترك نفسه عرضة لانبثاق صورة قوية ومكثفة جدا, ولكنها سرعان ما تتبخر على محك التفكير. ولما كانت الجماهير غير قادرة لا على التفكير ولا على الماحكمة العقلية فإنها لا تعرف معنى المستحيل أو المستبعد الحدوث. ونحن نعلم أن الأشياء الأكثر أستحالة هي عادة الأكثر إدهاشا.”


“ليست الوقائع بحد ذاتها من يؤثر على المخيلة الشعبية وإنما طريقة عرضها بحد ذاتها.إن معرفة فن التأثير على مخيلة الجماهير تعني معرفة فن حكمها .”