“أنا أستمتع بكتاباتي وأجدها مسلية لكني ناقد خطير لنفسي .. أحياناً أعيد قراءة القصة وأقول : يا لك من أحمق ! .. كان يجب أن يقول فلان كذا .. كان يجب أن يحدث كذا ... لهذا أرحم نفسي أحياناً ولا أعاود قراءة ما نشر .. لأني أسوأ وأقسى ناقد لنفسي ”
“لكن دعني أخبرك بشيء مهم ,لا تقض حياتك بإنتظار أن تنتهي الفترة كذا و الفترة كذا ..أن تنتهي فترة الدراسة .. أن تنتهي فترة التجنيد الإجباري .. أن تنتهي فترة انتدابك في كينيا .. إلخ لسوف تجد أن حياتك صارت مجموعة من الفترات يجب أن تنتهي و هوب! تكتشف أنك بلغت نهاية العمر ولما تنعم بحياتك يوما واحدا ..يجب أن تستمتع بكل فترة كأنها هي الصورة الوحيدة النهائية لحياتك ..”
“أنا ضعيف جدا... فقط أتظاهر بأني أتقاتل على طريقة "كلب الزفة" لكني أعرف حدودي و أعرف أنني لهذا السبب بقيت حيا.. يجب أن تلتصق بالعصابات.. تلتصق بالأقوياء الذين يأخذون ما يريدون.. يجب أن تكسب مودتهم و تقنعهم أنك ضروري لهم، لكن لا تلتصق بهم أكثر من اللازم فتفقد حياتك عندما يفقدونها..”
“هناك مشكلة أخرى مهمة: حاول أن تكون محايدا على طريقة (أحسن فلان إذ فعل كذا وكذا وجانبه الصواب عندما فعل كذا وكذا)، ولسوف تتلقى سيلا من السباب. الناس عنيفة جدا وشرسة جدا اليوم، ولا تطيق أى اختلاف. كلما قابلتُ أحدا هتف فى ذعر: حمدين صباحى جرى له إيه؟ أو :هوّ مرسى اتجنن؟ أو: ما هذا الذى يقوله الزند؟ أو: حصل إيه لإبراهيم عيسى؟ وفى كل مرة تكتشف أن السبب هو أن الشخص يقول ويفعل أشياء لا تتفق مع رأى المتكلم المذعور.”
“لكني مع أحمد صبري وجدت نفسي أنهي قراءة المجموعة القصصية بسرعة البرق ثم أعيد قراءتها مرتين. إخراج القصص وعناوينها احترافي للغاية حتى أنه بوسعك أن تنسى كاتبها وتشعر بأنك تقرأ مجموعة قصصية لأديب راسخ من الستينات. كل قصة تحوي مغامرة تجريبية ما حتى تشعر بأنه ينهي القصة وقد خارت قواه تمامًا. من السهل والممتع على المرء أن يكون قاسيًا وأن يتصيد الأخطاء على غرار (لماذا نادمًا خرج القط ، وليس خرج القط نادمًا ؟.. إن هذا تحذلق .. الخ).. لكن من الصعب أن تتجرد وأن تنظر لهذه المجموعة كما هي فعلاً: مجموعة من القصص الممتعة المهمومة بالبشر ولا يكف صاحبها عن التجريب.”
“بعض الإشاعات تشم فيها رائحة الكبت والرغبة في أن يحدث ھذا فعلاً.. أنت تتمنى أن يحدث كذا فتزعم أن فلانًا فعله.. عملية معقدة جدًا نفسیًا.”
“لقد عدت للحياة .. يجب أن أتذكر هذا .. ربما كانت لعودتي دلالة مهمة .. لا أعرف .. ربما كان هناك عمل مهم جدا سوف أنجزه .. لكن ما هو ؟.. أخشى أن أكون قد عدت لأتلف ما قمت به في حياتي الأولىالموت يأتي بسرعة فائقة فلا تراه قادمًا .. ومن ماتوا لم يجدوا فرصة ليخبروا الآخرين بهذا. أنا من القلائل الذين عادوا ويمكنهم أن يؤكدوا لك ذلك !ـ”